إن المريد لا يكون إلا لمراد معه، بل لم يزل عالما قادرا ثم أراد 1).
16 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله، قال:
حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، عن بكير بن أعين، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: علم الله ومشيته هما مختلفان أم متفقان؟ فقال: العلم ليس هو المشية، ألا ترى أنك تقول: سأفعل كذا إن شاء الله 2)، ولا تقول سأفعل كذا إن علم الله،
____________________
1) سيأتي بعيد هذا إن شاء الله تعالى أن الإرادة المقارنة للفعل ليس فيه تعالى إلا نفس الايجاد، فهي حادثة والعلم أزلي.
وقال بعض المحققين: أي: لا يكون المريد بحال إلا حال كون المراد معه، فلا يكون مفارقا للمراد. وحاصله: أن ذاته تعالى مناط لعلمه وقدرته، أي:
صحة الصدور واللاصدور، بأن يريد فيفعل وأن لا يريد فيترك، فهو بذاته مناط لصحة الإرادة وصحة عدمها، فلا يكون بذاته مناطا للإرادة وعدمها، بل المناط فيها الذات مع حال المراد، فالإرادة أي: المخصصة لاحد الطرفين لم يكن من صفات الذات، فهو بذاته عالم قادر مناط لها، وليس بذاته مريدا مناطا لهما، بل بمدخلية مغاير متأخر عن الذات، وهذا معنى قوله (لم يزل عالما قادرا ثم أراد).
2) أي: ليس معنى المشيئة معنى العلم بعينه، فإن العلم هو مناط
وقال بعض المحققين: أي: لا يكون المريد بحال إلا حال كون المراد معه، فلا يكون مفارقا للمراد. وحاصله: أن ذاته تعالى مناط لعلمه وقدرته، أي:
صحة الصدور واللاصدور، بأن يريد فيفعل وأن لا يريد فيترك، فهو بذاته مناط لصحة الإرادة وصحة عدمها، فلا يكون بذاته مناطا للإرادة وعدمها، بل المناط فيها الذات مع حال المراد، فالإرادة أي: المخصصة لاحد الطرفين لم يكن من صفات الذات، فهو بذاته عالم قادر مناط لها، وليس بذاته مريدا مناطا لهما، بل بمدخلية مغاير متأخر عن الذات، وهذا معنى قوله (لم يزل عالما قادرا ثم أراد).
2) أي: ليس معنى المشيئة معنى العلم بعينه، فإن العلم هو مناط