____________________
وفي كتاب علل الشرائع: أن إبراهيم عليه السلام سأل ربه عز وجل أن يحيي له الميت، فأمره الله تعالى عز وجل أن يميت لأجله الحي سواء بسواء، فأمره بذبح ابنه إسماعيل، وأمر إبراهيم عليه السلام أن يذبح أربعة من الطير: طاووسا ونسرا وديكا وبطا، فالطاووس يريد به زينة الدنيا، والنسر يريد به الامل الطويل، والبط يريد به الحرص، والديك يريد به الشهوة، يقول الله عز وجل: إن أحببت أن تحيي قلبك وتطمئن معي فاخرج عن هذه الأشياء الأربعة، فإذا كانت هذه الأشياء في قلب فإنه لا يطمئن معي (1).
أقول: أما الطاووس، فذكروا أن في طبعه العفة وحب الزهو بنفسه والخيلاء والاعجاب بريشه، وعقده لذنبه كالطاق، لا سيما إذا كانت الأنثى ناظرة إليه، وفي الرواية: أن آدم أو نوح عليهما السلام لما غرس الكرمة جاء إبليس، فذبح عليها طاووسا فشربت دمه، فلما طلعت أوراقها ذبح عليها قردا فشربت دمه، فلما طلعت ثمرتها ذبح عليها أسدا فشربت دمه، فلما انتهت ثمرتها ذبح عليها خنزيرا فشربت دمه، فلهذا شارب الخمر تعتريه هذه الأوصاف الأربعة، وذلك أنه أول ما يشربها وتدب في أعضائه يزهو لونه، ويحسن كما يحسن الطاووس، وإذا جاء مبادي السكر لعب وصفق ورقص كما يفعل القرد، وإذا قوي سكره جاء بصفة الأسد فيعبث بما لا فائدة فيه، ثم ينفعص كما ينفعص الخنزير ويطلب النوم وينحل
أقول: أما الطاووس، فذكروا أن في طبعه العفة وحب الزهو بنفسه والخيلاء والاعجاب بريشه، وعقده لذنبه كالطاق، لا سيما إذا كانت الأنثى ناظرة إليه، وفي الرواية: أن آدم أو نوح عليهما السلام لما غرس الكرمة جاء إبليس، فذبح عليها طاووسا فشربت دمه، فلما طلعت أوراقها ذبح عليها قردا فشربت دمه، فلما طلعت ثمرتها ذبح عليها أسدا فشربت دمه، فلما انتهت ثمرتها ذبح عليها خنزيرا فشربت دمه، فلهذا شارب الخمر تعتريه هذه الأوصاف الأربعة، وذلك أنه أول ما يشربها وتدب في أعضائه يزهو لونه، ويحسن كما يحسن الطاووس، وإذا جاء مبادي السكر لعب وصفق ورقص كما يفعل القرد، وإذا قوي سكره جاء بصفة الأسد فيعبث بما لا فائدة فيه، ثم ينفعص كما ينفعص الخنزير ويطلب النوم وينحل