بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٦٢
يكون الله تعالى قوى بصره، ورفع له كل منخفض وكشط له عن أطباق السماء والأرض حتى رأى ما فيهما ببصره، وأن يكون المراد رؤية القلب بأن أنار قلبه حتى أحاط بها علما، والأول أظهر نقلا والثاني عقلا، والظاهر على التقديرين أنه أحاط علما بكل ما فيهما من الحوادث والكائنات، وأما حمله على أنه رأى الكواكب وما خلقه الله في الأرض على وجه الاعتبار والاستبصار واستدل بها على إثبات الصانع فلا يخفى بعده عما يظهر من الاخبار.
7 - علل الشرائع، الخصال: سمعت محمد بن عبد الله بن محمد بن طيفور يقول في قول إبراهيم عليه السلام: " رب أرني كيف تحيي الموتى " الآية: إن الله عز وجل أمر إبراهيم عليه السلام أن يزور عبدا من عباده الصالحين فزاره، فلما كلمه قال له: إن الله تبارك وتعالى في الدنيا عبدا يقال له إبراهيم اتخذه خليلا، قال إبراهيم: وما علامة ذلك العبد؟ قال: يحيي له الموتى، فوقع لإبراهيم أنه هو، فسأله أن يحيي له الموتى، قال: " أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " يعني على الخلة، ويقال: إنه أراد أن يكون له في ذلك معجزة كما كانت للرسل وإن إبراهيم سأل ربه عز وجل أن يحيي له الميت، فأمره الله عز وجل أن يميت لأجله الحي سواء بسواء، وهو لما أمره بذبح ابنه إسماعيل وإن الله عز وجل أمر إبراهيم عليه السلام بذبح أربعة من الطير: طاووسا ونسرا وديكا وبطا، فالطاووس بريد به زينة الدنيا، والنسر يريد به أمل الطويل، والبط يريد به الحرص، والديك يريد به الشهوة (1) يقول الله عز وجل:
إن أحببت أن يحيي قلبك ويطمئن معي فاخرج عن هذه الأشياء الأربعة، فإذا كانت هذه الأشياء في قلب فإنه لا يطمئن معي. وسألته كيف قال: " أو لم تؤمن " مع علمه بسره وحاله؟
فقال: إنه لما قال: " رب أرني كيف تحيي الموتى " كان ظاهر هذه اللفظة توهم أنه لم يكن بيقين، فقرره الله عز وجل بسؤاله عنه إسقاطا للتهمة عنه وتنزيها له من الشك (2) 8 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن الحسين بن الحكم

(١) هذا تأويل للآية ذكره محمد بن عبد الله بن طيفور من عند نفسه لم يصححه خبر ولا رواية، ولعله تأويل لانتخاب تلك الأربعة من بين الطيور.
(٢) علل الشرائع: ٢٤، الخصال 1: 127. م
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست