حدثنا أبو القاسم العلوي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة، قال: قلت للرضا عليه السلام خلق الله الأشياء بالقدرة أم بغير القدرة؟ فقال: لا يجوز أن يكون خلق الأشياء بالقدرة 1) لأنك إذا قلت: خلق الأشياء بالقدرة فكأنك قد جعلت القدرة شيئا غيره، وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء، وهذا شرك، وإذا قلت: خلق الأشياء بقدرة فإنما تصفه أنه جعلها باقتدار عليها وقدرة، ولكن ليس هو بضعيف ولا عاجز ولا محتاج إلى غيره.
قال محمد بن علي مؤلف هذا الكتاب: إذا قلنا: إن الله لم يزل قادرا فإنما نريد بذلك نفي العجز عنه، ولا نريد إثبات شئ معه لأنه عز وجل لم يزل واحدا لا شئ معه، وسأبين الفرق بين صفات الذات وصفات الافعال في بابه إن شاء الله.
13 - حدثنا حمزة بن محمد العلوي رحمه الله، قال: أخبرنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبي
____________________
1) يعني: بقدرة زائدة على ذاته بها يقدر على خلق الأشياء كما في أفعال الخلائق فإنها مستندة إلى قدرتهم الزائدة على ذواتهم، وفيه إبطال لقول الأشاعرة: إنه قادر بقدرة، إذ يلزم عليهم: إما تعدد القدماء، أو كون ذاته تعالى محلا للحوادث، أو استنادا لأفعال الأعيانية الحقيقية إلى الأمور الاعتبارية، وكل هذا باطل كما تقدم، وسيأتي تحقيقه أيضا إن شاء الله تعالى في باب الصفات.