وأما الصاد فدليل على أنه عز وجل صادق وقوله صدق وكلامه صدق ودعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق ووعد بالصدق دار الصدق وأما الميم فدليل على ملكه وأنه الملك الحق لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه.
وأما الدال فدليل على دوام ملكه وأنه عز وجل دائم تعالى عن الكون والزوال بل هو عز وجل يكون الكائنات، الذي كان بتكوينه كل كائن، ثم قال عليه السلام: لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عز وجل حملة لنشرت التوحيد والاسلام والايمان والدين والشرائع من الصمد، وكيف لي بذلك ولم يجد جدي أمير المؤمنين عليه السلام حملة لعلمه حتى كان يتنفس الصعداء ويقول على المنبر (سلوني قبل أن تفقدوني ١) فإن بين الجوانح مني
____________________
١) اتفق علماء الاسلام - كما قال ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب (١) - على أن هذه الكلمة ما قالها أحد غير علي بن أبي طالب عليه السلام إلا كان كاذبا.
وفي الأثر: أن قتادة لما قدم من الشام إلى الكوفة وقعد في المسجد، قال:
إن علي بن أبي طالب قال في هذا المسجد: سلوني قبل أن تفقدوني، وأنا أقول مثل ما قاله، فاتصل الخبر بأبي حنيفة، فقال: اسألوه عن النملة التي كلمت سليمان عليه السلام أذكر أم أنثى، فسألوه فلم يرد جوابا، فلما رجعوا إلى أبي حنيفة قال: إنها كانت أنثى لقوله تعالى ﴿قالت نملة﴾ (2) ولم يقل قال، وذلك أن النملة
وفي الأثر: أن قتادة لما قدم من الشام إلى الكوفة وقعد في المسجد، قال:
إن علي بن أبي طالب قال في هذا المسجد: سلوني قبل أن تفقدوني، وأنا أقول مثل ما قاله، فاتصل الخبر بأبي حنيفة، فقال: اسألوه عن النملة التي كلمت سليمان عليه السلام أذكر أم أنثى، فسألوه فلم يرد جوابا، فلما رجعوا إلى أبي حنيفة قال: إنها كانت أنثى لقوله تعالى ﴿قالت نملة﴾ (2) ولم يقل قال، وذلك أن النملة