وزنه قال: درهم واحد بالوزن، وإذا أراد أن يخبر عن عدده وضربه قال:
درهم واحد بالعدد ودرهم واحد بالضرب، وعلى هذا الأصل يقول القائل:
هو رجل واحد، وقد يكون الرجل واحدا بمعنى أنه إنسان وليس بإنسانين، ورجل وليس برجلين، وشخص وليس بشخصين، ويكون واحدا في الفضل واحدا في العلم واحدا في السخاء واحدا في الشجاعة، فإذا أراد القائل أن يخبر عن كميته قال: هو رجل واحد، فدل ذلك من قوله على أنه رجل وليس هو برجلين، وإذا أراد أن يخبر عن فضله قال:
هذا واحد عصره، فدل ذلك على أنه لا ثاني له في الفضل، وإذا أراد أن يدل على علمه قال: إنه واحد في علمه، فلو دل قوله: واحد بمجرده على الفضل والعلم كما دل بمجرده على الكمية لكان كل من أطلق عليه لفظ واحد أراد فاضلا لا ثاني له في فضله وعالما لا ثاني له في علمه وجوادا لا ثاني له في جوده، فلما لم يكن كذلك صح أنه بمجرده لا يدل إلا على كمية الشئ دون غيره وإلا لم يكن لما أضيف إليه من قول القائل: واحد عصره ودهره معنى، ولا كان لتقييده بالعلم والشجاعة معنى، لأنه كان يدل بغير تلك الزيادة وبغير ذلك التقييد على غاية الفضل وغاية العلم والشجاعة، فلما احتيج معه إلى زيادة لفظ واحتيج إلى التقييد بشئ صح ما قلناه، فقد تقرر أن لفظة القائل، واحد إذا قيل على الشئ دل بمجرده على كميته في اسمه الأخص، ويدل بما يقترن به على فضل المقول عليه وعلى كماله وعلى توحده بفضله وعلمه وجوده، وتبين أن الدرهم الواحد قد يكون درهما واحدا بالوزن، ودرهما واحدا بالعدد، ودرهما واحدا بالضرب، وقد يكون بالوزن درهمين وبالضرب درهما واحدا، وقد يكون