قال مصنف هذا الكتاب: سمعت من أثق بدينه ومعرفته باللغة والكلام يقول: إن قول القائل: واحدا واثنين وثلاثة إلى آخره إنما وضع في أصل اللغة للإبانة عن كمية ما يقال عليه، لا لان مسمى يتسمى به بعينه، أو لان له معنى سوى ما يتعلمه الانسان بمعرفة الحساب ويدور عليه عقد الأصابع عند ضبط الآحاد والعشرات والمئات والألوف، وكذلك متى أراد مريد أن يخبر غيره عن كمية شئ بعينه سماه باسمه الأخص ثم قرن لفظ الواحد به وعلقه عليه يدل به على كميته لا على ما عدا ذلك من أوصافه، ومن أجله يقول القائل، درهم واحد، وإنما يعني به أنه درهم فقط، وقد يكون الدرهم درهما بالوزن، ودرهما بالضرب، فإذا أراد المخبر أن يخبر عن
____________________
تعريف له باللازم، فإن وحدته تعالى مما وقع الاجماع عليها من كل المخلوقات، وذلك لان للتوحيد ثلاثة معان، الأول: توحيد واجب الوجود، والثاني: توحيد صانع العالم ومدبر النظام، والثالث: توحيده من جهة استحقاق العبادة، ومشركو قريش وغيرهم إنما خالفوا في الثالث، فعبدوا الأصنام ونحوها زعما منهم أنها تقربهم إليه زلفى، فهي وسائط بينهم وبين ربهم، ثم لو سئلوا عن خالق السماوات والأرض ليقولن الله.
1) المراد من النوع الصنف، ومن الجنس النوع، وهذا الاطلاق شائع.
2) حاصل الوجهين: أن الأول راجع إلى نفي الشريك، والثاني إلى نفي التركيب
1) المراد من النوع الصنف، ومن الجنس النوع، وهذا الاطلاق شائع.
2) حاصل الوجهين: أن الأول راجع إلى نفي الشريك، والثاني إلى نفي التركيب