ما يوجب رد قولها، ففي الحديث الثاني والثمانين من المتفق عليه: كنت ألعب بالبنات وكانت لي صواحب يلعبن معي، فإذا دخل النبي صلى الله عليه وآله امتنعن، فيشير لهن فيلعبن معي والبنات اللعب (1) ونحوه في حديث جرير.
وقد روت هي في الحديث السادس من المتفق عليه في عدة طرق إنكار النبي صلى الله عليه وآله لعمل الصور والأمر بإبطالها، فكيف يرضى بجعلها في منزله وقد رووا عنه في صحاحهم أن الملائكة لا تدخل بيتا يكون فيه كلب ولا صورة ولا تمثال أفكان يؤثر لعب عائشة باللعب على دخول الملائكة بيته الذي أسس على العبادات ونفي المنكرات، وكيف يمتنع النبي صلى الله عليه وآله من دخول الكعبة حتى يجنب عنها الصور كما ذكره في الجمع بين الصحيحين في الحديث التاسع عشر من أفراد البخاري ويجمع لعائشة النساء يلعبن معها أو يريد لعبها بلعبتها.
وفي الجمع بين الصحيحين في الحديث الخامس والعشرين من المتفق عليه أن عائشة تفرجت على الحبشة وهم يلعبون في المسجد بالحراب (2) وقد صان النبي صلى الله عليه وآله المسجد عن إنشاد الضوال وقال: لا أداها الله إليك إن المساجد لم تبن لهذا.
ومن ذلك الحديث أن أباها دخل عليها في أيام منى، وعندها جاريتان يدففان، والنبي متغش بثوبه، فنهرها وقال: أمزامير الشيطان عند رسول الله؟
فنهاه النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك. فكيف حسن من القوم تصحيح ذلك عن نبيهم الذي هو أكمل العقلاء، وأفضل الفضلاء وكيف جعل النبي صلى الله عليه وآله بيوتا أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه كما جاء في القرآن محلا للعب والغناء، وأبو بكر ينهي عن المنكر فيرده النبي صلى الله عليه وآله عن النهي، وإذا كان النبي لا ينطق عن الهوى، بل بوحي يوحى فرد النبي عن المنكر من رب السماء وكيف ساغ لأبي بكر النهي عن ذلك وكان له برسول الله أسوة حسنة، وهل ذلك إلا تقدم بين يدي الله ورسوله؟. وقد ذكر الحميدي في الحديث الرابع بعد المائة من المتفق عليه عن عائشة من طرق عدة قالت: سحر النبي صلى الله عليه وآله حتى كان يخيل إليه أنه فعل الشئ وما فعله، فكيف