فقد رويتم عن ابن عباس وأنس وغيرهم أنه أبو الدحداح وإذا تكافأت الروايات تساقطت ورجح حمل الآية على العموم.
ومنها: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى (1)) قالوا: نزلت في أبي بكر لما حلف أنه لا يعول مسطح بن أثاثة.
قلنا: حمل الآية على العموم أولى من الخصوص بغير دليل، وقد قرر في الأصول أن السبب لا يخص مع أن في الآية الوصف بالفضل والسعة، وليس لأبي بكر واحد منهما، على أن الشيعة روت أن سبب نزولها كلام وقع بين المهاجرين والأنصار، فحلفت الأنصار أن لا تبرهم، فنزلت فعادوا إلى برهم.
فصل قالوا: جعل الله طريق إثبات الحق شاهدين، وقد شهد لأبي بكر ثمانون ألف هم صدر الأمة وعدولها، بلا التباس، في قوله: (لتكونوا شهداء على الناس (2)) أو تسليم الخصم، وعلي لم ينازع فثبت لحق لأبي بكر.
قلنا: لا اعتبار بكثرة العوام، فإنهم كالهوام، بل الاعتبار بالرؤساء أولي الأحلام الذين هم أساطين الاسلام، وقد كانوا في جانب علي عليه السلام.
وقد ذكر البخاري حديث البيعة وفيه خالف عنا علي والزبير ومن معهما وأخرج مسلم أنه قيل للزهري: لم يبايع علي ستة أشهر؟ فقال: لا والله، ولا واحد من بني هاشم وقال نظام الدين الشافعي في شرح الطوالع: مالت طائفة إلى علي عليه السلام وهم أكثر أكابرهم وروي تخلفه عنها البلاذري وهو من ثقاتهم وابن عبد ربه وعمر بن علية والطبري والواقدي فقد ظهر بهذا ونحوه من نقلهم عدم تسليم علي بخلافتهم، وقد ثبت بحديث الراية وغيره محبة الله ورسوله له، ولا يحبانه إلا وهو متبع لهما لآية (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله (3)) فامتنع