فصل ومن حكايات الشيخ وكلامه، قال الشيخ أيده الله تعالى: وجدت أصحاب المقالات كافة يقولون إن أول خلاف وقع في الإسلام بعد وفاة رسول الله (ص) الخلاف في الإمامة بين المهاجرين والأنصار، وقد غلطوا في ذلك، فإن أول خلاف حدث في الإسلام بعد وفاة الرسول (ص)، خلاف عمر بن الخطاب في وفاة النبي (ص) فإنه ادعى حياته.
وذلك أن جميع أهل السير والآثار يقولون إن النبي (ص) لما قبضه الله عز وجل فخرج الناعي ينعاه، خرج عمر بن الخطاب من منزله فقال: " والله لا أسمع أحدا يقول مات رسول الله إلا قتلته، إن رسول الله (ص) لم يمت وإنما غاب عنا كما غاب موسى عن قومه أربعين ليلة، والله ليرجعن رسول الله إلى قومه كما رجع موسى إلى قومه وليقطعن أيدي رجال وأرجلهم " فلم يزل على ذلك يقول هذا القول في محفل بعد محفل حتى خرج إليه أبو بكر فقال له: على رسلك يا عمر فلم ينصت له، فلما رأى أنه لا ينصت له، قام قائما فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (ص) ثم قال: " أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله سبحانه وتعالى فإن الله سبحانه حي لا يموت ولقد نعى نبيه إلى نفسه وهو بين أظهركم فقال: * (إنك ميت وإنهم ميتون) * " قالوا: فحينئذ كف عمر عن القول الذي كان يقول به.
قال الشيخ أدام الله تأييده: وفي هذا الذي ذكرناه غير شئ:
فمنه أن أول خلاف حدث بعد رسول الله (ص) خلاف عمر بن الخطاب على