فصل قال الشيخ أيده الله: ومما يشهد بشجاعة أمير المؤمنين - عليه السلام - وعظم بلائه في الجهاد ونكايته في الأعداء من النظم الذي يشهد بصحة النثر في النقل، قول أسيد بن أبي أياس بن زنيم بن محمد بن عبد العزى يحرض مشركي قريش على أمير المؤمنين - عليه السلام -:
في كل مجمع غاية أخزاكم * جذع أبر على المذاكى القرح لله دركم ألما تنكروا * قد ينكر الحر الكريم ويستحي هذا ابن فاطمة الذي أفناكم * ذبحا ويمسي سالما لم يذبح أعطوه خرجا واتقوا بضريبة * فعل الذليل وبيعة لم تربح ابن الكهول وابن كل دعامة * في المعضلات وابن زين الأبطح أفناهم قعصا وضربا يفتري * بالسيف يعمل حده لم يصفح ومما يشهد لذلك قول أخت عمرو بن ود العامري وقد رأته قتيلا فقالت:
من قتله؟ فقيل لها: علي بن أبي طالب فقالت: كفو كريم ثم أنشأت تقول:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله * لكنت أبكي عليه آخر الأبد لكن قاتله من لا يعاب به * من كان يدعى قديما بيضة البلد أفلا ترى إلى قريش كيف تحرض عليه بذكر من قتله وكثرتهم وفناء رؤسائهم بسيفه وقتله لشجعانهم وأبطالهم ثم لا يجسر أحد من القوم أن ينكر ذلك ولا ينفع في جماعتهم التحريض لعجزهم عنه - عليه السلام -، أو لا ترى أنه