شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٣٨٩
وكبريائي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواي إلا شتت عليه أمره ولبست عليه دنياه وشغلت قلبه بها ولم أوته منها إلا ما قدرت له، وعزتي وجلالي وعظمتي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا استحفظته ملائكتي وكفلت السماوات والأرضين رزقه وكنت له من وراء تجارة كل تاجر وأتته الدنيا وهي راغمة.
* الشرح:
قوله (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وعظمتي وكبريائي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني) أقسم عز وجل تأكيدا لتحقيق مضمون الخطاب المبين وتثبيتا لمفهومه في قلوب السامعين أولا بعزته وهي القوة والغلبة وخلاف الذلة وعدم المثل والنظير، وثانيا بجلاله وهو التنزه من النقائص، والعظمة في القدرة التي تصغر لديها قدرة كل ذي قدرة، وثالثا بعظمته وهي تنصرف إلى عظمة الشأن والقدر التي يذل عندها شأن كل ذي شأن، ورابعا بكبريائه وهي العظمة التي تتأبى من وقوف الأفهام عليها وبلوغ الأوهام إليها، وخامسا بنوره وهو هدايته التي بها يهتدي أهل السماوات والأرضين إليه وإلى صالحهم ومراشدهم كما يهتدي بالنور، وسادسا بعلوه وهو كونه فوق الممكنات بالعلية والايجاد أو تعاليه عن الاتصاف بصفات المخلوقين كما يقول من لا يعتد به من فرق الجاهلين، وسابعا بارتفاع مكانه وهو ارتفاع مرتبته من أن يناله وصف الواصفين، أو يبلغه نعت الناعتين.
(لا يؤثر عبد هواه على هواي) إن كان هوى العبد في الفعل كان هواه تعالى في الترك وبالعكس وقد يكون متعلقهما فعلين.
(إلا شتت عليه أمره) أي فرقت عليه حاله كما تشاهد من أهل الأهواء فإن أحوالهم متفرقة وقلوبهم متشتتة وهم في سبل الضلالة يهيمون وفي طرق الغواية يتيهون.
(ولبست عليه دنياه) أي خلطتها أو أشكلتها عليه حتى يكون مضطربا في طلب المعيشة متحيرا في طريقها. تقول: لبست الأمر لبسا من باب ضرب: إذا خلطته، وفي التنزيل: (وللبسنا عليهم ما يلبسون) والتشديد مبالغة وفي الأمر لبس بالضم ولبسة أيضا أي إشكال، والتبس الأمر:
أشكل (وشغلت قلبه بها) فهو دائما في ذكر منها وفكر لطرق تحصيلها فارغا عن ذكر الآخرة ولذلك قال الله تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله).
(ولم أوته منها إلا ما قدرت له) كما تشهد عليه التجربة فإنك تجد الخلائق كلهم إلا من عصمه الله من أهل الأهواء مشغولين بالدنيا ولا يجدونها كما يطلبونها.
(لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا استحفظته ملائكتي) أي طلبت منهم أن يحفظونه من الضياع
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430