إلى غير ذلك من الأخلاق الذميمة والأعمال القبيحة، وهي وإن كانت لذات بحسب الظاهر لكنها حيات مؤذية وأمراض ردية مهلكة بحسب الباطن، وحجب مانعة للنفس مما هو المقصود منها وهو اتصافها بالصفات الملكية والأخلاق الروحانية والأعمال الحسنة الجسمانية وسيرها إلى الحضرة الربوبية ومشاهدتها جمال الأسرار الإلهية. ودواء تلك الأمراض كف النفس عنها بالمعالجة المقررة عند أطباء النفوس بأن يدفع كل صفة من الصفات الذميمة وكل عمل من الأعمال القبيحة بتحصيل ضدها ولا يمكن ذلك إلا بالعلم المحيط بالمضار والمنافع والصبر على الشدائد وكسر القوتين المذكورتين واعطاء كل واحدة منهما ما هو المجوز لها عقلا وشرعا فإذا تحققت هذه المعالجة صحت هاتان القوتان وصحت بصحتها سائر القوى والأعضاء واشتغل كل شيء بما هو المقصود منه، وتمت إمارة النفس في هذا البدن ووصلت إلى سعادتها الأبدية وهي التقرب إلى الحضرة الربوبية.
(٣٩٢)