أبي حمزة، عن أبي بصير قال: دخل رجلان على أبي عبد الله (عليه السلام) في مداراة بينهما ومعاملة، فلما أن سمع كلامهما قال: أما إنه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم، ثم قال: من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به، أما إنه إنما يحصد ابن آدم ما يزرع وليس يحصد أحد من المر حلوا ولا من الحلو مرا.
فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما.
* الشرح:
قوله (أما إنه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم، أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم) الخير مضاف إلى «من» وفيه تنبيه على أن المظلومية أفضل الخيرات وبين ذلك بأن المظلوم يأخذ يوم القيامة من حسنات الظالم عوضا مما أخذه الظالم من ماله، وما يأخذه المظلوم أكثر منفعة وأعظم مقدارا لأن منفعته وهي الفوز بالسعادة الأخروية أبدية بخلاف ذلك المال فإن نفعه قليل في زمان يسير. وفيه تحذير للظالم من سوء عاقبة الظلم وتسلية للمظلوم بأن الظالم يسعى في مضرة نفسه (1) ونفع المظلوم كما أشار إليه أيضا أمير المؤمنين (عليه السلام)