مؤمنين أم كافرين معاهدين، وأنت تعلم أن كل واحد من الأمرين أمر صعب لا يتأتى الا لمن حفظه الله تعالى بلطفه وعنايته ولذلك ورد روايات كثيرة على ذم الرئاسة.
(فإني لم أدع ظلامتهم) الظلامة بالضم: اسم لما تطلبه عند الظالم كالمظلمة بفتح الميم وكسر اللام.
15 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي ابن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أكل مال أخيه ظلما ولم يرده إليه أكل جذوة من النار يوم القيامة.
* الشرح:
قوله (أكل جذوة من النار يوم القيامة) الجذوة: الجمرة المتلهبة وتضم الجيم وتفتح وتجمع جذى مثل مدى وقرى وتكسر أيضا فتكسر في الجمع أيضا مثل جزية وجزى.
16 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم.
* الشرح:
قوله (العامل بالظلم -... إلى آخره) أي العامل بالظلم على نفسه أو على غيره، والمعين له على الظلم أو مطلقا على احتمال لعموم بعض الروايات والراضي به مظلوما كان أو غيره شركاء في الإثم، وإذا كان الميل القليل إلى من وجد منه ظلم ما حراما موجبا للدخول في النار لقوله تعالى (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) فكيف حال الظالم وحال من أعانه وحال من رضي به، قال في الكشاف: النهي متناول للانحطاط في هواهم والانقطاع إليهم ومصاحبتهم ومجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم، والرضا بأعمالهم والتشبه بهم والتزيي بزيهم ومد العين إلى زمرتهم وذكرهم بما فيه تعظيم لهم. وذكر الفقيه في باب جمل من مناهي النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «من مدح سلطانا جائرا أو تخفف وتضعضع طمعا فيه كان قرينه في النار» وقال (عليه السلام): «من ولى جائرا على جوره كان قرين هامان في جهنم». وإن شئت زيادة المعرفة بأحوالهم فارجع إلى ما ذكره المفسرون والله هو المستعان.
17 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن العبد ليكون مظلوما فما يزال يدعو حتى يكون ظالما.
* الشرح:
قوله (إن العبد ليكون مظلوما فما يزال يدعو حتى يكون ظالما) كان المراد من يدعو لظالم