شيطانا. والأمر الذي به يتهيأ القلب لقبول الهام الملك يسمى توفيقا وهداية، والأمر الذي به يتهيأ لقبول وسوسة الشيطان يسمى إغواء وخذلانا فالملك عبارة عن خلق خلقه الله تعالى لإلهام الحق والشيطان عبارة عن خلق شأنه ضد ذلك فالشيطان في مقابلة الملك والوسواس في مقابلة الإلهام، والإغواء والخذلان في مقابلة التوفيق والهداية، فالقلب دائما متجاذب بين الملك والشيطان، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها ويأمر بالخيرات فإن تبع أمر الشيطان بإمضاء القوة الشهوية والغضبية واختبار الأخلاق الذميمة والأعمال القبيحة ظهر تسلطه على الملك وصار القلب ملكه يتصرف فيه ما يشاء كيف شاء، وإن تبع أمر الملك وسلك سبيل الخيرات وترك الهوى والشهوات واتصف بالعلم والطهارة والتقوى والاشتياق إلى الآخرة والزهد في الدنيا ظهر تسلطه على الشيطان وصار القلب ملكا له ومهبطا للإلهامات ومعدنا للمعارف والكرامات وموردا للأنوار
(٢٣٥)