والإشراقات ومندرجا في زمرة الروحانيين والملائكة المقربين. والله يؤيد بنصره من يشاء وهو على كل شيء قدير.
2 - الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن للقلب اذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح الإيمان: لا تفعل، وقال له الشيطان: افعل وإذا كان على بطنها نزع منه روح الإيمان.
* الشرح:
قوله (أن للقلب أذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح الايمان لا تفعل، وقال له الشيطان: افعل، وإذا كان على بطنها نزع منه روح الايمان) للنفس طريق إلى الخير وطريق إلى الشر وللخير مشقة حاضرة زائلة ولذة غائبة دائمة، وللشر لذة حاضرة فانية ومشقة غائبة باقية والنفس يطلب اللذة ويهرب عن المشقة فهو دائما متردد بين الخير والشر فإذا هم بخير قال له روح الايمان وهو الملك الموكل به: افعل وأوحى إليه منافعه. وقال له الشيطان: لا تفعل وألقى إليه بواعثه; وإذا هم بذنب له قال له روح الايمان لا تفعل وقال له الشيطان افعل، فيقع بينهما تدافع فيقول له الشيطان عند ذلك:
ما هذا الزهد ولم تمتنع عن هذه اللذة الحاضرة؟ وهل ترى أحدا يخالف هواه ويترك نفعه الحاضر ومبتغاه؟
وهل تريد أن يزيد صلاحك على فلان وفلان وقد فعلوا ما تمتنع منه؟ وإن خفت من العقوبة الآجلة فإن باب التوبة والإنابة مفتوح والله غفور رحيم، إلى غير ذلك من البواعث على مطلبه فيميل النفس إلى الشيطان ويصغي إلى زخرف أقواله وعند ذلك يقوم الملك بالإرشاد ويقول: لم تسمع ما ألقى إليك عدوك وهل هلك إلا من اتبع اللذة الحاضرة ونسي سوء العاقبة وقنع بلذة يسيرة في مدة قليلة وترك السعادة الأبدية واللذة الحاضرة ونسي سوء العاقبة وقنع بلذة يسيرة في مدة قليلة وترك السعادة الأبدية واللذة الباقية؟ ولو وقع الناس في المهالك أفتقع فيها وترك الذنب أهون من طلب التوبة؟ أفما ترى أن كثيرا من المذنبين يموتون بلا توبة وللتوبة شرائط قلما تحصل ومغفرة الرب لمن يشاء فلعل مشيته لا تتعلق بك؟ ورحمته للمحسن فلعلك لا تكون من المحسنين؟ وهكذا يقع بينهما مقاولات ويتلو كل واحد فصلا مشبعا من مطالبه ولا يزال النفس يتردد بينهما حتى يستقر على ما شاء الله وعلى ما هو أشد مناسبة له فإن كان الغالب فيه الصفات الملكية صار من حزب الله وجرى على جوارحه الطاعة ودخل في زمرة المقربين وإن كان الغالب فيه الصفات الشيطانية ظهر على جوارحه الأعمال الشنيعة كالزناء وغيره فعند ذلك يفر منه روح الايمان لئلا يشاهد معصية الجبار تعظيما له، أو ليتباعد عمن يستحق العذاب كما خرج لوط عن