شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢٣٦
والإشراقات ومندرجا في زمرة الروحانيين والملائكة المقربين. والله يؤيد بنصره من يشاء وهو على كل شيء قدير.
2 - الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن للقلب اذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح الإيمان: لا تفعل، وقال له الشيطان: افعل وإذا كان على بطنها نزع منه روح الإيمان.
* الشرح:
قوله (أن للقلب أذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح الايمان لا تفعل، وقال له الشيطان: افعل، وإذا كان على بطنها نزع منه روح الايمان) للنفس طريق إلى الخير وطريق إلى الشر وللخير مشقة حاضرة زائلة ولذة غائبة دائمة، وللشر لذة حاضرة فانية ومشقة غائبة باقية والنفس يطلب اللذة ويهرب عن المشقة فهو دائما متردد بين الخير والشر فإذا هم بخير قال له روح الايمان وهو الملك الموكل به: افعل وأوحى إليه منافعه. وقال له الشيطان: لا تفعل وألقى إليه بواعثه; وإذا هم بذنب له قال له روح الايمان لا تفعل وقال له الشيطان افعل، فيقع بينهما تدافع فيقول له الشيطان عند ذلك:
ما هذا الزهد ولم تمتنع عن هذه اللذة الحاضرة؟ وهل ترى أحدا يخالف هواه ويترك نفعه الحاضر ومبتغاه؟
وهل تريد أن يزيد صلاحك على فلان وفلان وقد فعلوا ما تمتنع منه؟ وإن خفت من العقوبة الآجلة فإن باب التوبة والإنابة مفتوح والله غفور رحيم، إلى غير ذلك من البواعث على مطلبه فيميل النفس إلى الشيطان ويصغي إلى زخرف أقواله وعند ذلك يقوم الملك بالإرشاد ويقول: لم تسمع ما ألقى إليك عدوك وهل هلك إلا من اتبع اللذة الحاضرة ونسي سوء العاقبة وقنع بلذة يسيرة في مدة قليلة وترك السعادة الأبدية واللذة الحاضرة ونسي سوء العاقبة وقنع بلذة يسيرة في مدة قليلة وترك السعادة الأبدية واللذة الباقية؟ ولو وقع الناس في المهالك أفتقع فيها وترك الذنب أهون من طلب التوبة؟ أفما ترى أن كثيرا من المذنبين يموتون بلا توبة وللتوبة شرائط قلما تحصل ومغفرة الرب لمن يشاء فلعل مشيته لا تتعلق بك؟ ورحمته للمحسن فلعلك لا تكون من المحسنين؟ وهكذا يقع بينهما مقاولات ويتلو كل واحد فصلا مشبعا من مطالبه ولا يزال النفس يتردد بينهما حتى يستقر على ما شاء الله وعلى ما هو أشد مناسبة له فإن كان الغالب فيه الصفات الملكية صار من حزب الله وجرى على جوارحه الطاعة ودخل في زمرة المقربين وإن كان الغالب فيه الصفات الشيطانية ظهر على جوارحه الأعمال الشنيعة كالزناء وغيره فعند ذلك يفر منه روح الايمان لئلا يشاهد معصية الجبار تعظيما له، أو ليتباعد عمن يستحق العذاب كما خرج لوط عن
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430