القرية التي أمطرت عليها مطر السوء بعد التقليب، أو لغلبة غيظه على ذلك المحل، ثم إنه يعود بعد الفراغ كما دل عليه بعض الروايات إن بقي إيمانه ويقع بينهما مقاولة مرة بعد أخرى، وقد لا يعود إن كان الذنب موجبا لزوال الايمان بالكلية، وبالجملة: الإنسان مريض، والمعصية بمنزلة المرض، والطاعة بمنزلة الدواء، والملك بمنزلة طبيب يدله على الدواء، والشيطان بمنزلة عدو يأمره بتناول الداء، والمريض إذا لم يعمل بما يأمره الطبيب الحاذق المشفق وعمل بما يأمر به العدو الجاهل تركه الطبيب بحاله ويصرف عنه عنان عنايته وإقباله، اللهم إني أسألك نصرة الملك وصلاح العمل وأطلب منك الدراية والهداية، وأعوذ بك من إغواء الشيطان في البداية والنهاية، إنك قريب مجيب.
3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن إلا ولقلبه اذنان في جوفه: اذن ينفث فيها الوسواس الخناس واذن ينفث فيها الملك، فيؤيد الله المؤمن بالملك، فلذلك قوله: (وأيدهم بروح منه).
* الشرح:
قوله (ما من مؤمن إلا ولقلبه أذنان في جوفه أذن ينفث فيها الوسواس الخناس وأذن ينفث فيه الملك). في طريق العامة «أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم» قال الأزهري: معناه أنه لا يفارق ابن آدم ما دام حيا كما لا يفارقه دمه، وقال: هذا على طريق ضرب المثل، وجمهورهم حملوه على ظاهره وقالوا: إن الشيطان جعل له هذا القدر من التطرق إلى باطن الآدمي بلطافة هيئته فيجري في العروق (1) التي هي مجاري الدم إلى أن يصل إلى قلبه فيوسوسه على حسب ضعف