شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢٠٠
على العضد والأبط والجانب والعصا أيضا، والأهل أهل البيت ويطلق على الأقرباء والأتباع أيضا، والحمل في الأكثر من باب المبالغة أو بتقدير مضاف أي أهل الكف.
(فإذا كنت من أخيك على حد الثقة) أي الاعتماد والديانة والرسوخ في الدين.
(فابذل له مالك وبدنك) بذل المال للأخ عند حاجته سأل أو لم يسأل ناظر إلى الكف والمال.
وبذل البدن بالسعي في حاجته ناظر إلى الجناح والأهل.
(وصاف من صافاه وعاد من عاداه، واكتم سره وعيبه وأظهر منه الحسن) أمر (عليه السلام) بالتزام الصداقة على جميع أنواعها، الأول أن يكون صديقا له، والثاني أن يكون صديقا لصديقه، والثالث أن يكون عدوا لعدوه، فإن الصداقة لصديقه والعداوة لعدوه صداقة له كما يرشد إليه أيضا ما روي عنه (عليه السلام) «أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك: صديقك، وصديق صديقك، وعدو عدوك.
وأعداؤك: عدوك، وعدو صديقك، وصديق عدوك» والحسن بالتحريك أو بالضم والتسكين.
(واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر) يعنى أن إخوان الثقة في غاية القلة ونهاية الندرة لأن جواهر ذواتهم نفيسة وكل نفيس نادر الوجود، وأما إخوان المكاشرة ففي غاية الكثرة لأن أكثر الناس يتبع اللذات الجسمانية والمشتهيات النفسانية والوساوس الشيطانية ولكن لابد من الاختلاط وحسن المعاشرة معهم لأجل الضرورة واستكمال النظام والقطع منهم يوجب تبدده كما أشار إليه عليه بقوله:
(وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب لذتك منهم) لعل المراد باللذة اللذة الدنيوية مثل حسن المعاشرة والمعاملة وتحصيل منافع الدنيا ونحوها.
(فلا تقطعن ذلك منهم) لعل ذلك إشارة إلى إصابة اللذة منهم، وفيه ترغيب في حسن المعاشرة معهم لأن اعتزالك عمن يريدك ويعينك نقص حظ، كما أن ميلك إلى من لا يريدك ولا يعينك ذل نفس كما يرشد إليه ما روي عنه (عليه السلام) «زهدك في راغب فيك نقصان حظ، ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس» وذلك لأن الراغب في شخص يبذل ماله بجهاته ويعينه في حاجاته وله منه نصيب وحظ إذا لم يزهد فيه وإن زهد فيه فلا يبذل ولا يعين فيكون ناقص الحظ، والراغب في الشخص المعرض عنه المستكره لصحبته يصير عنده حقيرا ذليلا، إما بالذات أو بحسب أفعاله المذلة في اعتقاده (ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم) أي لا تطلبن سوى ما أصابت منهم من اللذة الدنيوية من ضميرهم شيئا لتعلق ضميرهم بالعقائد الفاسدة والخاطرات الكاسدة والأهواء الباطلة (وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان) بمنزلة التأكيد لما ذكره أولا من قوله «فإنك تصيب - إلى آخره» وفيه ترغيب في التأنيس بالجهال واستجلاب طباعهم إلى الحق لئلا يزيد نفارهم ولا ينقطع نظام أحوالهم.
(٢٠٠)
مفاتيح البحث: الزهد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430