على العضد والأبط والجانب والعصا أيضا، والأهل أهل البيت ويطلق على الأقرباء والأتباع أيضا، والحمل في الأكثر من باب المبالغة أو بتقدير مضاف أي أهل الكف.
(فإذا كنت من أخيك على حد الثقة) أي الاعتماد والديانة والرسوخ في الدين.
(فابذل له مالك وبدنك) بذل المال للأخ عند حاجته سأل أو لم يسأل ناظر إلى الكف والمال.
وبذل البدن بالسعي في حاجته ناظر إلى الجناح والأهل.
(وصاف من صافاه وعاد من عاداه، واكتم سره وعيبه وأظهر منه الحسن) أمر (عليه السلام) بالتزام الصداقة على جميع أنواعها، الأول أن يكون صديقا له، والثاني أن يكون صديقا لصديقه، والثالث أن يكون عدوا لعدوه، فإن الصداقة لصديقه والعداوة لعدوه صداقة له كما يرشد إليه أيضا ما روي عنه (عليه السلام) «أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك: صديقك، وصديق صديقك، وعدو عدوك.
وأعداؤك: عدوك، وعدو صديقك، وصديق عدوك» والحسن بالتحريك أو بالضم والتسكين.
(واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر) يعنى أن إخوان الثقة في غاية القلة ونهاية الندرة لأن جواهر ذواتهم نفيسة وكل نفيس نادر الوجود، وأما إخوان المكاشرة ففي غاية الكثرة لأن أكثر الناس يتبع اللذات الجسمانية والمشتهيات النفسانية والوساوس الشيطانية ولكن لابد من الاختلاط وحسن المعاشرة معهم لأجل الضرورة واستكمال النظام والقطع منهم يوجب تبدده كما أشار إليه عليه بقوله:
(وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب لذتك منهم) لعل المراد باللذة اللذة الدنيوية مثل حسن المعاشرة والمعاملة وتحصيل منافع الدنيا ونحوها.
(فلا تقطعن ذلك منهم) لعل ذلك إشارة إلى إصابة اللذة منهم، وفيه ترغيب في حسن المعاشرة معهم لأن اعتزالك عمن يريدك ويعينك نقص حظ، كما أن ميلك إلى من لا يريدك ولا يعينك ذل نفس كما يرشد إليه ما روي عنه (عليه السلام) «زهدك في راغب فيك نقصان حظ، ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس» وذلك لأن الراغب في شخص يبذل ماله بجهاته ويعينه في حاجاته وله منه نصيب وحظ إذا لم يزهد فيه وإن زهد فيه فلا يبذل ولا يعين فيكون ناقص الحظ، والراغب في الشخص المعرض عنه المستكره لصحبته يصير عنده حقيرا ذليلا، إما بالذات أو بحسب أفعاله المذلة في اعتقاده (ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم) أي لا تطلبن سوى ما أصابت منهم من اللذة الدنيوية من ضميرهم شيئا لتعلق ضميرهم بالعقائد الفاسدة والخاطرات الكاسدة والأهواء الباطلة (وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان) بمنزلة التأكيد لما ذكره أولا من قوله «فإنك تصيب - إلى آخره» وفيه ترغيب في التأنيس بالجهال واستجلاب طباعهم إلى الحق لئلا يزيد نفارهم ولا ينقطع نظام أحوالهم.