شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٧
ولا إيمان» ومنها: عليه السلام: «لا يضر مع الايمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل». ومنها: قوله عليه السلام.
«الايمان ما وقر في القلوب والإسلام ما عليه المناكح» ومنها قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه لا تذموا المسلمين» ومها قول أمير المؤمنين (عليه السلام) «أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أن يعرف الله نفسه فيقر له بالطاعة، ويعرفه نبيه ويقر له بالطاعة، ويعرفه أمامه وحجته في أرضه وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة، قيل يا أمير المؤمنين: وإن جهل جميع الأشياء إلا ما وصفت؟ قال: نعم إذا امر أطاع وإذا نهى انتهى».
ولا ريب في أن هذه الإخبار تدل صريحا على أن الإيمان هو التصديق وحده من غير دخل لفعل اللسان والجوارح فيه، على أن كون الإيمان عبارة عن التصديق المخصوص المذكور لا يحتاج إلى نقله عن معناه اللغوي الذي هو التصديق مطلقا لأن التصديق المخصوص فرد منه بخلاف ما إذا كان المراد منه غيره من المعاني المذكورة.
إذا عرفت هذا فنقول الأخبار الدالة على أن الإيمان هو العمل بالأركان والإقرار باللسان والتصديق بالجنان مثل ما روى عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وغيره محموله على أن إضافة الفعل إلى الإيمان لأجل الكمال لا لأنه جزء منه أو شرط له أو أو لأجل أنه دليل عليه وليس له دليل أعظم منه فكأنه صار نفس على سبيل المبالغة. يدل عليه ما روى عن أبي جعفر (عليه السلام) «أن الإيمان ما استقر في القلب وأفضى به إلى الله عز وجل، وصدقه العمل بالطاعة لله والتسليم لامر الله». وما روي عن الصادق (عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدقت الحديث وأداء الإمامة ووفاء بالعهد - إلى أن قال - وما يقرب إلى الله عز وجل زلفى». وما روي عن أمير المؤمنين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال «عشرون خصلة في المؤمن فان لم تكن فيه لم يكمل إيمانه، ان من أخلاق المؤمن يا على الحاضرون الصلاة، والمسارعون إلى الزكاة والمطعون المسكين - الحديث».
وفي هذه الاخبار مع دلالتها على أن الايمان هو التصديق القلبي دلالة واضحة على أن العمل مصدق ومبين ومظهر له وموجب لكماله.
* الأصل 2 - عنه، عن أحمد، عن صفوان، عن أبان، عن فضيل قال: قلت لأبي - عبد الله: (عليه السلام) «أولئك كتب في قلوبهم الإيمان» هل لهم فيما كتب في قلوبهم صنع؟ قال: لا.
* الشرح قوله: (هل لهم فيما كتب في قلبوهم صنع قال لا) لعل المراد بالإيمان هنا نكت الحق ومعرفة الرب وليس للعبد صنع فيه. وإنما صنعه في قبوله، والتكليف إنما وقع به وقد روى «أن كل قلب
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428