من راقعها، وقال لي: اقذف بها قذف الأتن (١)، لا يرتضيها ليرقعها. فقلت له: اغرب عني، فعند الصباح يحمد القوم السرى، وتنجلي عنا علالات الكرى (٢).
ولو شئت لتسربلت بالعبقري المنقوش من ديباجكم، ولأكلت لباب هذا البر بصدور دجاجكم، ولشربت الماء الزلال برقيق زجاجكم، ولكني أصدق الله جلت عظمته حيث يقول: ﴿من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار﴾ (3)، فكيف أستطيع الصبر على نار لو قذفت بشرارة إلى الأرض لأحرقت نبتها، ولو اعتصمت نفس بقلة لأنضجها وهج النار في قلتها؟ وأيما (4) خير لعلي أن يكون عند ذي العرش مقربا، أو يكون في لظى خسيئا مبعدا، مسخوطا عليه بجرمه مكذبا.
والله لان أبيت على حسك السعدان (5) مرقدا، وتحتي أطمار على سفاها (6) ممددا، أو أجر في أغلالي مصفدا، أحب إلي من أن ألقى في القيامة محمدا خائنا في