أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدينوري، قال: حدثنا أحمد بن أبي المقدام العجلي، قال: يروى أن رجلا جاء إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: يا أمير المؤمنين، إن لي إليك حاجة. فقال:
اكتبها في الأرض، فإني أرى الضر فيك بينا. فكتب في الأرض: أنا فقير محتاج. فقال علي (عليه السلام): يا قنبر اكسه حلتين. فأنشأ الرجل يقول:
كسوتني حلة تبلى محاسنها * * فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * * ولست تبقي بما قد نلته بدلا إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه * * كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا لا تزهد الدهر في عرف (1) بدأت به * * فكل عبد سيجزى بالذي فعلا فقال علي (عليه السلام): أعطوه مائة دينار، فقيل له: يا أمير المؤمنين، لقد أغنيته.
فقال: إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أنزلوا الناس منازلهم.
ثم قال علي (عليه السلام): إني لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم، ولا يشترون الأحرار بمعروفهم! (2).
421 / 13 - حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله)، قال:
حدثنا أبو أحمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا علي بن سعيد بن بشير، قال: حدثنا ابن كاسب، قال: حدثنا عبد الله بن ميمون المكي، قال: حدثنا جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليهم السلام)، أنه دخل عليه رجلان من قريش، فقال: ألا أحدثكما عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقالا: بلى، حدثنا عن أبي القاسم. قال: سمعت أبي (عليه السلام) يقول: لما كان قبل وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثلاثة أيام هبط عليه جبرئيل، فقال: يا أحمد، إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة، يسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك يا محمد؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله): أجدني - يا جبرئيل - مغموما وأجدني - يا جبرئيل - مكروبا.