قال حبيب: فقلت له: وما الذي ترى يا أمير المؤمنين؟
فقال: يا حبيب، أرى ملائكة السماوات والنبيين بعضهم في أثر بعض وقوفا إلى أن يتلقوني، وهذا أخي محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس عندي، يقول:
أقدم، فإن أمامك خير لك مما أنت فيه.
قال: فما خرجت من عنده حتى توفي (عليه السلام)، فلما كان من الغد، وأصبح الحسن (عليه السلام)، قام خطيبا على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، في هذه الليلة نزل القرآن، وفي هذه الليلة رفع عيسى بن مريم (عليه السلام)، وفي هذه الليلة قتل يوشع بن نون، وفي هذه الليلة مات أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
والله لا يسبق أبي أحد كان قبله من الأوصياء إلى الجنة، ولا من يكون بعده، وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليبعثه في السرية فيقاتل جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وما ترك صفراء ولا بيضاء، إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه، كان يجمعها ليشتري بها خادما لأهله (1).
511 / 5 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن مسكان، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهما السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: الهين القريب اللين السهل (2).
512 / 6 - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبي،