الأمالي - الشيخ الصدوق - الصفحة ٢٠٤
قال: نعم (١).
٢٢١ / ٥ - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه الله)، قال: حدثنا أبي، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا العباس بن معروف، عن محمد بن سهل البحراني (٢)، رفعه إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)، قال:
البكاءون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، وعلي ابن الحسين (عليهما السلام).
فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له ﴿تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين﴾ (3).
وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن، فقالوا: إما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل، وإما أنا تبكي بالليل وتسكت بالنهار، فصالحهم على واحد منهما.
وأما فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، فبكت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى تأذى بها أهل المدينة، وقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف، وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين (عليهما السلام) عشرين سنة أو أربعين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا بن رسول الله، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين. قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، وأعلم من الله مالا تعلمون، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة (4).

(١) بحار الأنوار ٤٤: ٢٢٤ / ٢.
(٢) في نسخة: محمد بن سهيل، وفي جميع النسخ: النجراني، وما أثبتناه من قاموس الرجال ٨: ٢٠٨، والخصال، وبحار الأنوار ١١: ٢٠٤ / ٢، و ٨٢: ٨٦ / ٣٣.
(٣) يوسف ١٢: ٨٥.
(٤) الخصال: ٢٧٢ / ١٥، بحار الأنوار ٨٢: ٨٦ / 33.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست