صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة.
وكان أصحاب رسول الله يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليهم فقال: ما الذي تصنعون به؟ فقالوا: يا رسول الله، يهودي يحبسك!
فقال (صلى الله عليه وآله): لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره.
فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، وشطر ما لي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة، فإني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبد الله، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب، ولا متزين (1) بالفحش ولا قول الخنا (2)، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل الله، وكان اليهودي كثير المال (3).
738 / 7 - ثم قال علي (عليه السلام): كان فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) عباءة، وكانت مرفقته أدم، حشوها ليف، فثنيت له ذات ليلة، فلما أصبح قال: لقد منعني الفراش الليلة الصلاة، فأمر (صلى الله عليه وآله) أن يجعل بطاق واحد (4).
739 / 8 - وبهذا الاسناد، قال: قال علي (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل على ابنته فاطمة (عليها السلام)، وإذا في عنقها قلادة، فأعرض عنها، فقطعتها ورمت بها، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت مني، يا فاطمة. ثم جاء سائل فناولته القلادة، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اشتد غضب الله وغضبي على من أهرق دمي وآذاني في عترتي (5).