تنجز عداتي، وإن الحق معك، وإن الحق على لسانك وقلبك وبين عينيك، الايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وإنه لن يرد علي الحوض مبغض لك، ولن يغيب عنه محب لك حتى يرد الحوض معك.
قال: فخر علي (عليه السلام) ساجدا، ثم قال: الحمد لله الذي أنعم علي بالاسلام، وعلمني القرآن، وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين، إحسانا منه وفضلا منه علي. قال: فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لولا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي (1).
151 / 2 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا العباس بن الفضل المقرئ، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الفرات الأصبهاني، قال: حدثنا أحمد بن محمد البصري، قال: حدثنا جندل بن والق، قال: حدثنا علي بن حماد، عن سعيد، عن ابن عباس: أنه مر بمجلس من مجالس قريش وهم يسبون علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال لقائده: ما يقول هؤلاء؟ قال: يسبون عليا. قال: قربني إليهم، فلما أن أوقف عليهم، قال: أيكم الساب الله؟ قالوا: سبحان الله! من يسب الله فقد أشرك بالله. قال: فأيكم الساب رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قالوا: من يسب رسول الله فقد كفر.
قال: فأيكم الساب علي بن أبي طالب؟ قالوا: قد كان ذلك. قال: فأشهد بالله وأشهد لله، لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله عز وجل، ثم مضى.
فقال لقائده: فهل قالوا شيئا حين قلت لهم ما قلت؟ قال: ما قالوا شيئا. قال:
كيف رأيت وجوههم؟ قال:
نظروا إليك بأعين محمرة * * نظر التيوس إلى شفار الجازر قال: زدني فداك أبوك. قال:
خزر الحواجب، ناكسو أذقانهم * * نظر الذليل إلى العزيز القاهر قال: زدني فداك أبوك. قال: ما عندي غير هذا. قال: لكن عندي.