بالنسبة إلى من يحبه مع ثبوت كون ذلك القول أو ذلك الفعل أو ذلك الترك مخالفا للحق عنده.
إذا تبين المراد من التقية، فنقول:
تارة نتكلم في التقية من حيث الحكم التكليفي وأنه يجوز أم لا يجوز.
وأخرى: من حيث ترتب آثار ما هو الواقع والحق على هذا الفعل أو الترك بواسطة إذن الشارع في الاتيان أو الترك المخالفين للواقع.
وثالثة: في أنه هل تترتب على ذلك الفعل أو الترك المخالفين للحق الآثار الشرعية التي رتبها الشارع عليهما لو صدرا عنه بالاختيار وبميله من دون تقية أو صدورها تقية يوجب رفع تلك الآثار.
فالتكلم في التقية في مقامات ثلاث:
المقام الأول في بيان حكمها التكليفي وأنه يجوز أو لا يجوز.
أقول: لا شك في جوازه بل وجوبه في بعض الأحيان وجوازه من القطعيات واليقينيات اجماعا وكتابا وسنة.
أما الاجماع فوجوده وعدم حجيته معلوم لكون اعتمادهم على تلك المدارك القطعية، فليس من الاجماع المصطلح.
وأما الكتاب فقوله تعالى: (لا يتخذا المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن يتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) (1) وقوله تعالى: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره