نعم هذا فيما لا يكون قصد آخر منافيا للتعظيم مثل أن يكون قاصدا لاستهزائه بذلك السجود، فكذلك الامر في الإهانة، فربما يكون نفس الفعل إهانة قصدها أو لم يقصد.
نعم لابد وأن لا يقصد عنوانا آخر منافيا للإهانة كما أنه حكى أن بعضهم أدخل عورته في بعض الضرائح المقدسة استشفاء وطلبا للولادة، فان هذا الفعل القبيح إهانة لو لم يقصد شئ أصلا لا الإهانة ولا غيرها، وأما لو كان طلبا للأولاد وكان صادرا عن العوام، فهذا القصد مناف لكونه إهانة نعم لو لم يقصد شئ أصلا كان إهانة بنفسه من دون الاحتياج إلى قصدها، وربما يكون بعض الأفعال إهانة وإن يقصد ما ينافيها بنظره بمعنى أن كونه إهانة لا تنفك عنه مثل الايلام الذي لا ينفك عن الضرب الشديد باي قصد كان ذلك الضرب.
الرابع الآيات والاخبار:
أما الآيات منها ما نزلت في تعظيم حرمات الله كقوله تعالى: ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. (1) ومنها ما نزلت في تعظيم شعائر الله كقوله تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب. (2) وتقريب الاستدلال بهذه الآيات بعد البناء على أن المراد من حرمات الله وشعائر الله مطلق ما هو محترم في الدين وتطبيقها على مناسك الحج ومشاعره من باب تطبيق الكلي على بعض مصاديقه كما أشرنا إلى ذلك، هو أنه إذا كان مفاد هذه