جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا (1) والجاهل المقصر ليس معذورا.
فكما أن الجاهل المقصر في الأحكام الفرعية الالزامية لو خالف جهلا لا يعذر ويكون معاقبا مثل العالم، كذلك في الأمور الاعتقادية لو لم يعتقد بما يلزم الاعتقاد به كالمعاد الجسماني أو اعتقد الخلاف لا يكون معذورا.
وخلاصة الكلام أنه لا يظهر من الأدلة إلا أن انكار الضروري موجب للكفر لكونه موجبا لتكذيب النبي صلى الله عليه وآله لا انه سبب مستقل للكفر.
الأمر الثاني الخوارج والنواصب فالأول هم الذين يستحلون قتل أمير المؤمنين عليه السلام والثاني هم الذين يبغضونه أو يبغضون أهل البيت الذين امر الله بمودتهم فالظاهر هو الاتفاق على نجاستهم مضافا إلى ورود روايات كثيرة عن أهل بيت العصمة تدل على نجاستهم.
وفي بعض تلك الأخبار المروي عن العلل في الموثق أن الله لم يخلق خلقا أنجس من الكلب وان الناصب لنا أهل البيت أنجس منه (2) وكل ما يدل على نجاسة النواصب يدل على نجاسة الخوارج بطريق أولى لأنهم أشد نصبا منهم.
الأمر الثالث الغلاة وهم الذين يألهون عليا أمير المؤمنين أو أحد الأئمة المعصومين عليهم السلام، فيقولون بربوبيتهم أو حلوله تعالى العياذ بالله فيهم كافرون أنجاس ولا فرق بينهم وبين سائر المشركين، وقد ورد اللعن عليهم من الأئمة المعصومين.
الأمر الرابع المجبرة والمفوضة، والمراد بالأول هو أن العباد مجبورون في أفعالهم مسخرون في إراداتهم بحيث لا يقدر العاصي على ترك العصيان ولا المطيع على ترك الإطاعة، وذلك لانتهاء إراداتهم إلى إرادة الله تعالى شأنه الأزلية القديمة بنحو ترتب