حديث عبد الله بن زيد بن عاصم -، وألم يرو أهل العلم عدم البأس في ذلك؟
فكيف تتطابق هذه الأحاديث مع قوله: أو نقص؟ وهل أن رسول الله - والعياذ بالله - قد ساء وظلم؟!
نعم، إن الذي نحتمله هو: إن هذه الأحاديث وضعت من قبل أنصار الخليفة لترسيخ وضوء عثمان بن عفان والأخذ به دون زيادة أو نقيصة وعدم تحديث النفس بشئ أو التشكيك في مشروعيته.
ومن يطالع أحاديث الوضوء يتساءل مع نفسه: لماذا تذيل حكايات عثمان لصفة وضوء رسول الله بالذات بذيل مروي عنه (ص) ولا نلاحظ ذلك فيما حكاه غيره من الصحابة عن وضوء رسول الله؟!!
ولماذا لا تذيل أحاديث عثمان بهذا الذيل فيما حكاه عنه (ص) في الوضوء المسحي؟!!
إن ما طرحناه من الشواهد لو قرن بعضها إلى بعض لدل على ما نريد الإشارة إليه، وهو أن الخليفة ومن معه كانوا يسعون لبناء مدرسة وضوئية جديدة، بل الأحرى بناء مدرسة فقهية جديدة.
وقد سبق في طوايا البحوث السابقة أن نبهنا ودللنا على ضعف فقه الخليفة وسوء فهمه وسنعقبه بالمزيد إن شاء الله.
النتيجة بهذا يمكننا حصر أهم دواعي الخليفة الإتيان بالوضوء الجديد بما يلي:
1 - إن عثمان كان يرى لنفسه أهلية التشريع ووجوب الاقتداء به كأبي بكر وعمر، وكان يتساءل مع نفسه، كيف يحق لعمر أن يشرع أو ينهي مصلحة، ولا يحق لي ذلك؟
2 - لما كان عثمان من أتباع مدرسة الاجتهاد والرأي، كان يرى لنفسه المبرر لطرح ما يرتئيه من أفكار وتشريعها للمسلمين، وقد طبق بالفعل ما ارتآه من فعل