بهم؟ بل الذي نود التأكيد عليه هو وجود الامتزاج والتلاقي في الأفكار، وأن الخليفة والأمويين يسيران على نهج ويتابعان هدفا واحدا، وقد عرفت بعض الشئ وستقف على المزيد منه في بحوثنا الآتية أما عوامل التأثير والتأثر فهو ما يجسده واقع الحال والنصوص التاريخية التي أشرنا إلى بعضها سابقا، وسنشير إليها بالتفصيل إن شاء الله تعالى في كتابنا عن (الحكام وتأثيراتهم في الأحكام الشرعية).
مخالفة مرجعية علي العلمية بما أن الإمام عليا أحد الناس الذين يتحدثون عن رسول الله في الوضوء، فمن الطبيعي أن تواجه الحكومة الأموية أولئك الناس بالشدة، إذ أن سياستها - كما قلنا - تعتمد على أمرين:
1 - تبني فقه عثمان بن عفان ونشر فضائله.
2 - مخالفة علي في نهجه وفقهه وآرائه.
وإنا قد فصلنا هذا البحث في كتابنا عن الحكام، وقلنا بأن بني أمية كانوا على طرفي نقيض مع بني هاشم وحتى في صدر الإسلام، حيث التزم بنو أمية جانب المشركين، أما بنو هاشم فلم يفارقوا الرسول في جاهلية ولا إسلام.
جاء في صحيح البخاري: إن رسول الله وضع سهم ذي القربى في بني هاشم وعبد المطلب - أيام غزوة خيبر - فاعترض عثمان وجبير بن مطعم على حكم رسول الله، فقال لهما (ص): (إنا بنو هاشم وبنو عبد المطلب شئ واحد) (1).
وفي رواية النسائي: (إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام، وإنما نحن وهم شئ واحد)، وشبك بين أصابعه (2).