بعض المفاهيم. وكانت هذه الخطة أذكى من أختها بكثير.
هذا والمعروف عن العباسيين في الأيام الأولى من عهدهم، أنهم كانوا يجاملون ويدارون أولاد علي، حتى جاء في التاريخ أن السفاح دعا الإمام جعفر ابن محمد الصادق إلى العراق حتى يدله على قبر الإمام علي في النجف ليزوره.
لكن سرعان ما تغيرت سياستهم نحو أهل البيت في عهد المنصور، وخصوصا بعد قيام محمد بن عبد الله بن الحسن (ذي النفس الزكية) وأخيه إبراهيم الإمام، فبدأ التشديد والضغط على الطالبيين شيئا فشيئا، وأخذ في النمو والتزايد، واستمر حتى أواخر العهد العباسي. وإن التشريع الحكومي - كما ستعرف - قد انتهى بغيبة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، فجاء الحكام يدعون الناس للجمود على آراء المذاهب، وأطلقوا حرية الأخذ بأيها شاءوا، أما الأخذ بمذهب أهل البيت فهو المحظور الذي يعني الخروج عن الجماعة بل عن الدين!.
خيوط السياسة العباسية إن الخلفاء في الفترة الأولى من العهد العباسي بالخصوص أخذوا يرسمون الخيوط العامة لسياستهم المستقبلية في إبعاد بني علي وفاطمة وعزلهم إلى الأبد عن الجماهير المسلمة. ومؤشرات ذلك المخطط كثيرة، نقدم بعضها على نحو الأجمال:
1 - التأكيد على أن خلافتهم كانت شرعية، وأنهم هم آل الرسول المعنيون في الأحاديث النبوية الشريفة، ومنه كسبوا الشرف وأضفوا الشرعية على ممارساتهم وتصحيح ادعاءاتهم الدينية، وأنهم يريدون تطبيق ما أمر به الرسول وتطبيق سنته وإحياء دينه، ولهذا تلقبوا بألقاب تحمل هذا المعنى: الهادي، المهدي، الرشيد، المنصور، الناصر لدين الله، المعز لدين الله، المتوكل على الله و...
هذه القضايا كلها تدلل على أنهم قد استخدموا الدين لخدمة أهدافهم السياسة، حتى نراهم يدعون بأن العم يحجب البنت عن الإرث، لكي يحرموا أبناء فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله من كل شئ وحتى يكون العباس - عم