الرجلين يكفي عن المسح، لأنه مسح وزيادة!
ومحصلة المقال: إن نزاعا قد وقع بين عثمان والصحابة في قضية الوضوء، وأن الذي وضع لبنة ذلك النزاع هو عثمان نفسه.
لم الإحداث في الوضوء؟
والآن فلنعاود ما طرحناه سابقا:
كيف يتخطى الخليفة سيرة رسول الله ويأتي بوضوء يغاير وضوء المسلمين؟ وما هو السبب الداعي لاتخاذه هذا القرار مع علمه بأن ذلك يسبب معارضة الصحابة له، وربما أدى إلى أمور لا تحمد عقباها؟
للإجابة عن هذا السؤال لا بد من التمهيد للموضوع بمقدمة وإشارة - ولو إجمالا - إلى دواعي اختلاف المسلمين في عهد عثمان وأسباب مقتل الخليفة.
فقد أجمع المؤرخون على أن مقتل عثمان جاء لإحداثاته، ثم فسروا تلك الإحداثات بإيثاره لأقربائه وإعطائهم الحكم والمال، وأمور أخر، منها:
1 - إنه أرجع الحكم بن العاص إلى المدينة بعد أن نفاه رسول الله (ص) وممانعة الشيخين عن إرجاعه، وأعطاه مائة ألف درهم.
2 - وكذا الحال بالنسبة إلى مروان، فقد أعاده مع والده، وزوجه من ابنته أم أبان، ثم اتخذه وزيرا ومنحه هدايا كثيرة منها خمس إفريقية.
3 - أعطى الحارث بن الحكم (أخا مروان) ثلاثمائة ألف درهم، والمهروز (1).
4 - أعطى عبد الله بن أبي سرح (أخاه من الرضاعة) جميع ما أفاء الله عليه من فتح إفريقية بالمغرب، من طرابلس إلى طنجة، من غير أن يشاركه فيها أحد من المسلمين.
5 - وصل أبا سفيان بمائتي ألف في اليوم الذي أمر فيه لمروان بمائة ألف من