ما هو السر؟
بقي شئ، وهو: ما السر في تخصيص عثمان حمران بقوله: (إن ناسا يتحدثون..) في حين لا نرى الأخير يشكك أو يسأل الخليفة عن مشروعية الوضوء الجديد، أو نراه يطرح أو يستنصر لوضوء الناس، وهم الخط المخالف للخليفة في الوضوء!
بل كل ما في الأمر إن حمران أتى بماء لعثمان، فتوضأ ثم قال (إن ناسا يتحدثون...) فما هو السبب في إثارة الخليفة هذا الخبر دون سابق إنذار؟!
توصلنا من خلال البحوث السابقة إلى أن الخليفة عثمان كان يمسح على رجليه، وقد مر عليك بعض النصوص الدالة على ذلك مما هو مذكور في الصحاح والمسانيد، وأغلبها عن طريق حمران، وقلنا بأن الخليفة أراد بضحكه أن يتعرف على موقف الصحابة في غسله للأعضاء وهل أنهم سيعارضون أم لا؟ ودللنا كذلك بأنه كان يشهد الصحابة على وضوئه ويذيل أحاديثه بما سمعه أو رآه من رسول الله.. وغيرها، وأن هذه المواقف كغيرها كانت تؤذي بعض الصحابة، لأنهم ما كانوا قد رأوا ولا سمعوا بذلك من رسول الله، مواقف الصحابة في اتمام الخليفة الصلاة بمنى وغيرها.
فالمسلمون قد اضطروا لموافقة الخليفة في تلك المواقف إما خوفا أو حفاظا على وحدة الصف الإسلامي، وحتى أن الناس قد طلبوا من علي بن أبي طالب أن يكلم الخليفة في احداثاته المتكررة والكثيرة، فدخل عليه وقال له:
(إن الناس ورائي، وقد استسفروني بينك وبينهم، ووالله ما أدري ما أقول لك؟ ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على شئ تعرفه.
إنك لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شئ فنخبرك عنه، ولا خلونا بشئ فنبلغكه، وقد رأيت كما رأينا،