بل ولم ينقل عنهم أي رد فعل تجاه مدرسة الناس الآخرين في الوضوء النبوي...
وبقي عثمان - مع نفر يسير - يؤكد ما رآه من وضوء، ونسبه عنوة لرسول الله (ص)، وراح يضفي على اتجاهه الوضوئي العناية والاهتمام، بعد أن تمكن من تسخير هذه المجموعة الضئيلة لمصلحته، وأنها قد لا تكون في حساب الحقيقة والتأثير أي شئ في قبال ذلك المد العارم الذي وقف بوجهه متحديا وطالبا بكل قوة وأمانة رجوعه إلى الكتاب والسنة...
ومع ذلك كله لم يقو عثمان على محاججة ولو شخص واحد من أتباع المدرسة الأخرى، ليفند رؤيته الوضوئية على ملأ من المسلمين، بل ولم يقو على التصريح باسم واحد منهم ليجعله محط ردود فعل المسلمين تجاه ما سيرويه عن النبي الأكرم (ص)!!
بعض أساليب عثمان في الإعلان عن الوضوء الجديد:
عن أبي علقمة، عن عثمان بن عفان أنه دعا يوما بوضوء، ثم دعا ناسا من أصحاب رسول الله (ص)، فأفرغ بيده اليمنى على يده اليسرى وغسلها ثلاثا، ثم مضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يديه ثلاثا إلى المرفقين، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه فأنقاهما، ثم قال: رأيت رسول الله (ص) يتوضأ مثل هذا الوضوء الذي رأيتموني توضأته، ثم قال: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين، كان من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ثم قال:
أكذلك يا فلان؟
قال: نعم.
ثم قال: أكذلك يا فلان؟
قال: نعم.
حتى استشهد ناسا من أصحاب رسول الله (ص)، ثم قال: الحمد لله الذي