بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة اتبع المحققون في دراساتهم للنصوص التاريخية والحديثية أسلوبين:
1) البحث الإسنادي 2) النقد الدلالي لكنا نرى غلبة الأسلوب الأول في كتابات علمائنا المعاصرين وفقهاء الإسلام، علما بأن نقد المتن ودراسته لم يكن بالشئ الجديد الحادث ووليد العصور المتأخرة، بل هو نهج سار عليه الأقدمون، وعمل به الصحابة والتابعون، وكثير من فقهاء الإسلام.
روى الحاكم في (المستدرك) في كتاب العتق، بإسناده عن عروة بن الزبير، أنه قال: بلغ عائشة أن أبا هريرة يقول: إن رسول الله (ص) قال: (لأن أقنع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنى)، وإن رسول الله (ص) قال: (ولد الزنى شر الثلاثة)، وأن قال: (الميت يعذب ببكاء الحي).
فقالت عائشة: رحم الله أبا هريرة، أساء سمعا فأساء إجابة، أما قوله: (لأن أقنع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنى)، فإنها لما نزلت فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة فك رقبة، قيل: يا رسول الله، ما عندنا ما نعتق، إلا أن أحدنا له الجارية السوداء، تخدمه وتسعى عليه، فلو أمرناهن، فزنين، فجئن بأولاد فأعتقناهم، فقال رسول الله: (لأن أقنع بسوط في سبيل الله، أحب إلي من أن آمر بالزنى، ثم أعتق الولد).
وأما قوله: (ولد الزنى شر الثلاثة) فلم يكن الحديث على هذا، إنما كان