وعمار يصليان خلف عثمان، ولا يسميانه بأمير المؤمنين.
وعليه.. فالثورة - بنظرنا - لم تكن لأسباب شخصية، ولا تنحصر في اختلاس ذوي رحم الخليفة من بيت المال، وتولية الفساق، والتنكيل بالصحابة، وإرجاع المطرودين، وغيرها من الإحداثات المذكورة، بل يمكن عزو الثورة إلى عامل ديني وهو: عدم العمل بالكتاب والسنة النبوية، وإتيان ما لم يكن في الشريعة.
وهذا هو الذي جعل البعض من الصحابة يوجب على نفسه التقرب إلى الله بدم عثمان.. بل ونرى من الصحابة من يوصي بعدم صلاة عثمان عليه بعد وفاته (1)، وثالث ورابع... و جاء في تاريخ المدينة المنورة (2): بأن عبد الله بن مسعود قال: ما سرني أني أردت عثمان بسهم فأخطأه وأن لي مثل أحد ذهبا.
وقوله: إن دم عثمان حلال (3).
وقال الحجاج بن غزية الأنصاري: والله لو لم يبق بين أجله إلا ما بين العصر إلى الليل لتقربنا إلى الله بدمه (4).
وروى شعبة بن الحجاج، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عوف قال: قلت له: كيف لم يمنع أصحاب رسول الله عن عثمان؟
فقال: إنما قتله أصحاب رسول الله (5).