397 - 5 ومنه يعلم أن المذكور من الرضاء هيهنا أعلى مراتبه وهى المرتبة الثالثة.
398 - 5 ومنها ان يترك التحكم بالتحسين والتقبيح العقليين في مدركاته، إذ الجميع من حيث إنه فعل الحق - ولم يقع بلا مصلحة - حسن، بل يخلع من ملابس الأحوال كلها ويبدلها لغيره، وذلك لعدم تعشقه وتقيده بحال معين، كل ذلك لا لخدر معنوي وغفلة قلبية مانعة عن كمال الاحساس بما دق وجل من المعلومات اللائحة له بعد كمال ادراكها.
399 - 5 ومنها إحاطة علمية الهية بجميع الحضرات الخمس الأصلية والأسماء الذاتية الكلية بحيث يعرف أصل كل مأخذ كل آخذ عن الله بواسطة ظاهره أو باطنه، ويعرف صورة استناد ذلك الاخذ إلى ذلك الأصل الإلهي وما حصل له منه وما بقى عليه مما سيأخذه بشروطه، هذه علامات الكمال، فان ارتقى بعد التحقق بالكمال في درجات الأكملية وجاوز مقام الكمال من حيث تعينه المخصوص بصاحب أحدية الجمع، أي من أول درجاته إلى اخرها، فان أول درجات الكمال كما مر قرب النوافل وأوسطها قرب الفرائض واخرها الممكن الذكر مرتبة التمحض عما سوى الله تعالى، والتشكيك بتردد الجمع بين الطرفين.
400 - 5 وفي التفسير: ان ما بين مرتبة كنت سمعه وبصره وبين مرتبة الكمال المتضمن للاستخلاف والتوكيل الأتم من الخليفة الكامل لربه سبحانه في كل ما قد استخلفه الحق فيه مع زيادة ما يختص بذات العبد مراتب كمرتبة النبوة ثم الرسالة ثم الخلافة، خاصة كل من الثلاث ثم عامة، ثم قال: فما ظنك بدرجات الأكملية التي هي وراء الكمال. هذا كلامه.
401 - 5 وحينئذ (1) حجبه الحق بذاته عن خلقه وقام الحق عنه بسائر وظائفه وجميع لوازمه، وانضاف إلى الحق سبحانه ما كان ينضاف إليه قبله من الأوصاف والآثار، واستقر هو في غيب ربه لا يدرك له اثر ولا يعرف له عين ولا خبر، يدرك تجلى ربه في ذاته فيظن ان الكامل قد رأى، ويشهد الآثار تصدر عنه ظاهرا من حيث الصورة التي كانت تضاف