383 - 5 ومن فروعه: ان الحق سبحانه قال: وهو معكم أينما كنتم (4 - الحديد) و: أقرب إليه من حبل الوريد (16 - ق) ونحوه، والمفهوم منه المعية الذاتية حقيقة لا مجازا المفسرة بالنسبة الارتباطية التي بين الوصف والموصوف وبين التعين والمتعين وبين الحال وذيها، وبالجملة بين المطلق وقيده، فالقول بالحلول والاتحاد بين الذاتين افراط، والقول بالمباينة والتعدد الوجودي حقيقة تفريط.
384 - 5 ومنها ان يتصرف فيما مكنه الحق تعالى التصرف فيه بيد الاستخلاف والأدب ورؤية نفسه خليفة عن الحق ونائبا عنه وفاعلا بأمره واقداره، لا بيد الملك - بضم الميم - أي القوة والقدرة، ولا بيد الاستحقاق بنفسه لتلك المرتبة، وان من شأنه ذلك كما قال عليه وآله السلام: انا بشر مثلكم (6 - فصلت) و: ما أدرى ما يفعل بي ولا بكم (9 - الأحقاف) على أحد الوجوه، مع أنه على بصيرة من ربه، و: أفلا أكون عبدا شكورا؟ وغير ذلك.
385 - 5 ومنها ان يكون مجموع الهم والقصد على الحق سبحانه، أي إحدى التوجه إليه، لا بتعمل بل بلا تكلف فارع البال ومعرضا عن السوى من حيث إنه غير، بحيث لو أراد التوجه إلى الغير لتكلف في ذلك، كما يفعله الانسان الحيوان على عكسه حيث لو أراد التوجه إلى الله تعالى لتكلف فيه، كما مر عما قريب في قوله:
أبت غلبات الشوق الا تقربا * * إليك ويأبى الحال الا تجنبا 386 - 5 ولا يكون اعراضه عن السوى للنزاهة والتجمل، والا لكان التكلف والتعمل في التوجه إلى الحق لا في التوجه إلى السوى، بل لأنه شأنه وديدنه، ومن آثر العرفان للعرفان فقد قال بالثاني.
387 - 5 ومنها ان يكون ساكنا تحت مجارى الاقدار والاحكام الإلهية، لا بصفة التجمل، لان التجمل بالشئ اظهار الرضاء به وحمل النفس عليه لا بملكة الرضاء، والواجب على الكامل ووظيفته ملكة الرضاء بالقدر، ويكون تاركا كل مطلب معين، أي