982 - 4 اعلم أن كل فرد من الموجودات الظاهرة والباطنة من حيث هو ليس الا واحدا، والواحد لا يقابل الا بالواحد مثله ولا يلحق الا بأصله الاحدى، مع لحوق مشاكله في الواحدية والتفرع على ذلك الأصل بأصله ذلك، وهذا الأصل شامل لرجوع كل من الافراد إلى النوع الواحد ولرجوع كل من الأنواع إلى الجنس الواحد.
983 - 4 اما النوع: فلانه تمام حقيقة كل فرد، واما الجنس: فلانه تمام حصة كل نوع، والرجوع إلى الجنس لتلك الحصة، وإذا كان المقابلة والمحاذاة واللحوق انما هما بين المتماثلين في الوحدة، فمتى توجهت بقصد واحد كالدعاء إلى أمرين والمتشاكلين في التفرع عن أصل واحد أو بعمل واحد كالصلاة إلى أمرين كالعبادة والمراياة أو طلبت ان يحصل بذلك القصد أو العمل من حيث أحديته غرضين كالدنيوي والأخروي وقد مر أمثلته، أو أضفت فرعا إلى أصلين، كما أضفت إلى غير أصله، وذلك كان تتوجه بأحد الوجوه الخمسة السالفة إلى وجهين منها أو إلى غير أصله، كان تقصد العمل بمقتضى روحانيتك وجسمانيتك في حال واحد، كالوضوء بنية التقرب والتبرد، أو أضفت جزء واحدا إلى كلين، كان تضيف مرتبتك إلى حضرة الوجوب وحضرة الامكان دفعة من حيث هما اثنان، بل من حيث العماء أو مقام الجمع الاحدى الجامع بينهما.
984 - 4 دخل عليك الحكم الشيطاني وارتفع الاخلاص الرحماني بتشتت الهمة وتفريق الجمعية والتخليط بين متنافي الاحكام وتغير التوجه الطلبي الكلى للانحراف عن المقابلة من بعض الوجوه، حرمت العلم الصحيح المميز لكل حقيقة مع احكامها، فحرمت اجتناء ثمرة علمك الذي هو التوجه التام وهى الفوز بالمطلوب.
985 - 4 وذلك كما قال الشيخ قدس سره في شرح الحديث: ان الإجابة بعد أحدية