الباعث الطلبي المنبعث من النفوس والأرواح لمطالب كمالية ومقاصد غائية، ويتنوع بحسب تنوع أهلها واختلاف مداركهم ومراتبهم.
989 - 4 فمنهم من يهتم بأمور الدنيا المذكورة أصولها في قوله تعالى: زين للناس حب الشهوات من النساء... الآية (14 - آل عمران).
990 - 4 ومنهم من يهتم بأمور الآخرة والكمالات الروحانية، وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا (21 - الاسراء) 991 - 4 ومنهم من يتعلق همته بما عند الله وفي الله، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون (26 - المطففين) ويتفاوت بحسب حظوظهم من الله تعالى وبحسب مقاماتهم ومراتبهم الكمالية والأكملية.
992 - 4 ومن تعلق همته بأمر منها فهو مطلبه الغائي وإليه غاية وصوله ان قدر له، والأكمل منهم لا تعلق لهمته غير الحق الخالص من غير التفات عشقي إلى ما ذكر، كذا قال الجندي.
993 - 4 واما غير البشر فقوة سماوية علوية منجذبة إلى من ورد عليه بنسبة روحانية ومناسبة لذلك الفلك يقتضيها تعين روحه، أو بنسبة مولدية يقتضيها طالع مسقط نطفته بحسب باطنه أو طالع ولادته بحسب ظاهره. هذا كله في مفاريدها.
994 - 4 واما مركباتها: فاما مركب من كلها أو بعضها - مع انضمام حكم تجلى الوجه الخاص إلى الكل - فهذه حاصرة لطرق التنزلات الإلهية والواردات الربانية والتلقيات المتنوعة والالقاءات المتفرقة لا خارج عن هذا الضابط.
995 - 4 واعلم أن صورة الدعاء المشروعة دليل أحدية التوجه بالمعنى المذكور، فقد قال الشيخ قدس سره في شرح الحديث: اليد الواحدة تترجم عن ظاهر الداعي والاخرى عن باطنه واللسان عن جملته، ومسح الوجه تنبيه على الرجوع إلى الحقيقة الجامعة بين الروح والبدن، وهى كناية عن عينه الثابتة في علم الحق أزلا، فان وجه الشئ حقيقته وهذا الوجه