مصباح الأنس بين المعقول والمشهود - محمد بن حمزة الفناري - الصفحة ١٦٢
ولا يلزم من عدم وجود الملزوم بدون لازمه توقفه عليه - كالثلاثة بدون الفردية والجسم بدون التحيز - وهذه النسبة هي السارية فيما بين الهيولي والصورة والجوهر والعرض في الشخص، فإنها سر سريان وجود الحق في المظاهر (1)، فان تقيده الذي تنزل به من كماله الذاتي الاطلاقي إلى الحقائق العلمية التي هي بالنسبة إلى ذاته عينه (2) المجعولة حسب استعداداتها صورا واعيانا ظاهرة يتوقف بوجه الشرطية على نسبة الأسمائية، فالتوقف ولو بالشرطية انما هو لبعض أسمائه وصفاته على البعض - لا لذاته المطلقة الغنية عن العالمين - فافهم، تسلم عن ورطتي مجرد التشبيه والتنزيه.
318 - 3 الشبهة الثالثة: لو كان الوجود المطلق واجبا لكان كل وجود واجبا - حتى وجود القاذورات والخنازير والحيات - تعالى الله عما لا يليق به (3).
319 - 3 جوابها: ما مر ان الوجود الإضافي لحقائق الممكنات بمعنى الموجودية (4)، أي نسبة خاصة إلى الوجود الحق لا عينه، ولا يلزم من وجوب الشئ في ذاته وجوب انتسابه إلى شئ مخصوص.
320 - 3 فلا يرد ان الوجوب إذا كان مقتضى الذات كان لازمه، فأينما وجد وجد معه.

(١) - قوله: فإنها سر سريان وجود الحق... إلى اخره، هذا وأمثاله من لوازم الماهية والنقص وليس من اسرار سريان الحق، فان الكمالات برمتها منه ومن اثر ظهوره في الخلق واما النواقص فمن نفس الماهيات، فهو تعالى نور السماوات والأرض، واما الظلمات اللازمة للتعينات فمن الكلمة الخبيثة، وان قلنا بان الكل من عند الله فهو بنحو العرضية واللازمية كما هو ظاهر - خ (٢) - غيبها - ن - ط - يمكن ان يكون: غير. (٣) - قوله: الشبهة الثالثة... إلى اخره هذه الشبهة كأمثالها أيضا واهية ساقطة ناشئة من عدم الفرق بين الوجود المطلق، أي الغير المتعين المجرد عن كافة الماهيات والتعلقات، وبين مطلق الوجود المحكوم في كل وجود بحكمه ولا يحتاج إلى تحقيقات الشارح التي هي منظور فيها في نفسها، وان شئت بلسان أهل المعرفة فقل: ان الوجود مطلقا كمال وجمال والنقص ناش من التعينات والماهيات، لا أصل الوجود، وهذا أيضا غير مربوط بما نحن بصدده من إثبات الوجود المطلق للبارئ جل ذكره، بل راجع إلى أن ظهوره في مجالي الأنوار كمال ونور وهو نور السماوات والأرض - خ (٤) - ان للوحدة اعتبارين: أحدهما متعلقه طرف بطون الذات وخفائها، وهو اعتبار اسقاط سائر النسب والإضافات كلها، ويسمى الذات به واحدا، وبهذا الاعتبار الثاني يصير الذات منشأ الأسماء والصفات (آ)
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست