الفذة أثر هز مشاعر الأمير حتى قال:
عفونا عن الثلاثة لحسن اختيارك وسمو أفكارك وقد مرت الأيام على رحلة الأخ الكريم الودود الأوحد وتطلع الربيع بأزهاره ورياحينه وإذا بالخواطر تتداعى والنفس تجود قائلة:
أشقيق نفسي يا أعز مصاحب * يا مهجتي بين الورى نبراسي يا أكرم الأحباب يا أصفاهم * يا خير من ألقاه من جلاسي أأخي حاشا أن أرى منك الجفا * يكفي الهجوع بمحبس الأنفاس هذا الربيع تطلعت أزهاره * من ثرية غمرته بالأكداس من بعد هجعتها أتت مختالة * وكأنها سخرت بطول اليأس تنسى النفوس تختلا وتحفظا * وأليم برد صك بالأضراس بسم الأفاح من الشقائق فاكتوت * خداه من خجل بجنب اليأس أسقيك من دمعي الهتون بوابل * وأعيدهن لواعجا ومآسي كي تنهضن كالياسمين لفلها * مثل الأقاح ونرجس الأعراس أفهل برزن إلى الأنام بمظهر * أزكى وأنقى روعة وأساس أبرزت مرتد يا برود زهورها * بعبيرها ودلالها المياسي تالله أنت أجل منها شيمة * وأعز إن قسناه بالمقياس فيك العواطف والندى ومآثر * الايثار قد جمعت بجنب البأس مهلا إذا عز الوصال سأقتفي * فيها خطاك معزيا ومواسي سرتم كما سار الأولى وسنقتفي * وسيقتفون السير كل الناس ذكراك خالدة تفوح مكارما * شمخت كشم للجبال رواسي يا عين جودي بالدموع فربما * عادت تخفف من لظى الأنفاس