سبيل الله حيث نسوا هناك يوم الحساب قال تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) (1)، أما الراسخون في العلم فإنهم في شوق إلى يوم الحساب. اليوم الذي يقف فيه التابع والمتبوع أمام جلال الله وعزته. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. إن الراسخين في العلم يعشقون يوم الحساب ويقولون (ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد) (2).
وعلى امتداد الدعوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. كانت تجري أحداث يترتب عليها غرس مفهوم من هم أهل البيت في ذاكرة الذين عاصروا النبي على اعتبار أنهم الجيل الذي سيفتح الأبواب من بعده ووفقا لحركة هذا الجيل ستسير الحركة على امتداد المسيرة. ومن هذه الأحداث التي غرست مفهوم من هم أهل البيت. أحداث يوم المباهلة وملخص القصة التي وردت في كتب التفسير والحديث والتاريخ. إن نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: إلى ما تدعوا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إلى شهادة أن لا إله إلا الله. وأني رسول الله. قالوا: وماذا تقول في عيسى: قال: إن عيسى عبدا مخلوقا. يأكل ويشرب ويحدث. قالوا: فمن أبوه؟ فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال. قل لهم: ما تقولون في آدم، أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب ويحدث وينكح؟ فسألهم النبي. فقالوا: نعم. فقال لهم:
فمن أبوه؟ فبهتوا. فأنزل الله: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب... الآية). وقوله تعالى: (فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين) (3) فقال رسول الله: فباهلوني فإن كنت صادقا أنزلت اللعنة عليهم. وإن كنت كاذبا أنزلت علي. فقالوا: أنصفت