علي بن الحسين رضي الله عنهما لرجل من أهل الشام. أما قرأت في الأحزاب (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: نعم ولأنتم هم؟ قال: نعم (1).
فهؤلاء أهل البيت. الذي أذهب الله عنهم الرجس: أي عمل الشيطان وما ليس لله فيه رضا. كما قال ابن عباس (2) الذين قال فيهم النبي: " اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق " (3)، وقال فيهم: " اللهم أرض عنهم كما أنا عنهم راض " (4)، وقال لهم: " رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " (5)، وقال: " اللهم هؤلاء آهل فصل على محمد وآل محمد " (6).
هؤلاء قوم نزلت الطهارة في قلوبهم. ولم ينزلها إلا الله سبحانه. فإنه تعالى ذكرها منسوبة إلى نفسه " إنما يريد الله... " وليست الطهارة إلا زوال الرجس من القلب. وليس القلب من الإنسان إلا ما يدرك به ويريد به، فطهارة القلب طهارة نفس الإنسان في اعتقادها وإرادتها وزوال الرجس عن هاتين الجهتين. ويرجع إلى ثبات القلب فيما اعتقده من المعارف الحقة من غير ميلان إلى الشك. وثباته على لوازم ما علمه من الحق من غير تماثل إلى اتباع الهوى ونقض ميثاق العلم. وهذا هو الرسوخ في العلم. فإن الله تعالى ما وصف الراسخين في العلم إلا بأنهم مهديون ثابتون على ما علموا. غير زائغة قلوبهم إلى ابتغاء الفتنة.
إن دائرة الذين في قلوبهم زيغ. ما دخلوا دائرتهم إلا بعد أن ضلوا عن