لا تستطيع دفعه. ولم يزل به مروان حتى خرج وقال بما أشار به مروان (1).
فهاج الناس عليه. وعندما تدخل علي بن أبي طالب لتهدئة الناس استمع الناس إليه. ليتكرر المشهد مرة أخرى مع ثوار آخرين. وعندما اجتمع الناس على باب عثمان قال عثمان لمروان: اخرج إليهم فكلمهم. فخرج مروان إلى الباب والناس يركب بعضهم بعضا فقال: ما شأنكم قد اجتمعتم كأنكم قد جئتم لنهب. شاهت الوجوه كل إنسان أخذ بأذن صاحبه إلا من أريد. جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا. أخرجوا عنا. أما والله لئن رمتمونا ليمرن عليكم منا أمر لا يسركم ولا تحمدوا. غب رأيكم ارجعوا إلى منازكم فإنا والله ما نحن مغلوبين على ما في أيدينا، وعندما سمعت نائلة امرأة عثمان ذلك قالت لعثمان: إنك إن أطعت مروان قتلك (2). وعندما توجه وجوه الناس إلى دار عثمان لتهدئة الخواطر خرج مروان وقال: شاهت الوجوه إلا من أريد. ارجعوا إلى منازلكم فإن يكن لأمير المؤمنين حاجة بأحد منكم يرسل إليه. وإلا قر في بيته (3) وسمع علي بما قاله مروان وعندما جاءه رسول عثمان يبلغه أن يأتي عثمان. قال علي بصوت مرتفع عال مغضب: قل له ما أنا بداخل عليك ولا عائذ (4). وكان علي يقول لعثمان قبل ذلك: إني قد كنت كلمتك مرة بعد مرة. فكل ذلك نخرج فتكلم ونقول وتقول. وذلك كله فعل مروان بن الحكم وسعيد بن العاص وابن عامر ومعاوية.
أطعتهم وعصيتني (5)، لقد كان الإمام يعلم إلى أين ستنتهي الأحداث وفقا لما أخبره به النبي صلى الله عليه وسلم فكان يحذر ويراقب من بعيد ليقيم الحجة على من شهد أنه ما قتل وما أمر بقتل. وكان صوته بعيدا عن دائرة القاتل. وكان صوته حجة في دائرة المقتول. كان يفعل ذلك لعلمه بأنهم سيخلطون بين الدائرتين من أجل إنتاج دائرة جديدة يكونون فيها أصحاب جور.