الرسول صلى الله عليه وسلم له. وعندما عاتبه الصحابة قال: إن عمر بن الخطاب أقام من قبل فسطاطا على قبر زينب بنت جحش (1).
فإذا كان هذا حال عثمان مع المطرودين فكيف يكون الحال مع غيرهم.
وإذا لم تكن بطانة عثمان التي اعترض عليها الثوار بطانة سوء. فما هي البطانة السوء التي حذر منها النبي وأخبر أنها أوشكت أن تركب بعد وفاته. هل ما زالت في بطن الغيب أم أنها جاءت وزالت بعد أن تركت جذورا وشذوذا وفتنا. لقد كان عثمان منحازا إلى بطانته وكان في إمكانه أن يتفادى الثورة عليه لو سار مع الناس بسيرة أبي بكر وعمر ولم يقم بتوسيع الدوائر التي خلفوها وراء ظهورهم.
فالدوائر كلما كانت ضيقة تكون العواصف أهدأ. ولكن عثمان لم يفعل ذلك بل لقد استعان بخبراء في توسيع الدوائر وحفرها - لقد كان عمر بن الخطاب يستمع إلى الخصم ويحقق فيما ادعاه. ولكن الأمر اختلف عند عثمان. روي أنه بعد أن تصالح مع أهل مصر عند مجيئهم الأول ذكر له ابن عديس ما صنع ابن أبي السرح بمصر وذكر تحاملا منه على المسلمين وأهل الذمة وذكر استئثارا منه في غنائم المسلمين. وقال ابن عديس: فإذا قيل له في ذلك قال: هذا كتاب أمير المؤمنين إلي (2)، أي أنه يخبرهم أنه ما يفعل شيئا إلا بإذن عثمان. فماذا فعل عثمان؟ لقد أمر عليهم محمد بن أبي بكر وبينما هم في طريق العودة شاهدوا رسول عثمان ومعه كتابه وخاتمه إلى عبد الله بن أبي السرح يأمره فيه بجلد ظهورهم وغير ذلك. وعندما واجهوا عثمان اكتفى بقول: والله ما كتبت ولا أمرت ولا شورت ولا علمت. فقيل له: فمن كتبه؟ قال: لا أدري، فقالوا:
أفيجترأ عليك فيبعث غلامك وجمل من صدقات المسلمين وينقش على خاتمك ويكتب إلى عاملك بهذه الأمور العظام وأنت لا تعلم؟ قال: نعم. قالوا:
فالكتاب كتاب كاتبك - أي مروان (3) - قال: أجل ولكنه كتبه بغير أمري. قالوا: