النابغة ما أسرع ما قمل جربان جبتك إنما عهدك بالعمل عاما أول. أتطعن علي وتأتيني بوجه وتذهب عني بآخر والله لولا أكلة ما فعلت ذلك... لقد استعملتك على ظلعك وكثرة القالة فيك. فقال عمرو: قد كنت عاملا لعمر بن الخطاب ففارقني وهو عني راض (1)، وعندما اجتمع الناس على عثمان ناداه عمرو بن العاص من ناحية المسجد: اتق الله يا عثمان فإنك قد ركبت نهاييرا وركبناها معك فتب إلى الله نتب. فناداه عثمان: وإنك هناك يا ابن النابغة تملت جبتك منذ تركتك من العمل. فناداه الناس من ناحية أخرى: يا عثمان تب إلى الله وأظهر التوبة يكف الناس عنك (2) وروى الطبري: أن عمروا كان يعترض الحاج فيخبرهم بما أحدث عثمان (3)، وعندما خرج عمرو إلى منزله بفلسطين مر به راكب فناداه عمرو وقال: ما فعل الرجل؟ يعني عثمان. قال: قتل، فقال عمرو:
أنا أبو عبد الله إذا حككت قرحة نكأنها إن كنت لأحرصن عليه حتى أني لأحرصن عليه الراعي في غنمه في رأس الجبل (4)، ومن العجب العجاب أن ابن النابغة بعد ذلك يهرول في اتجاه معاوية ويبكي عثمان المظلوم ويشارك معاوية في قتال إمام المتقين علي بن أبي طالب نظير أن يعطيه معاوية مصر طعمة.
. ومنهم مروان بن الحكم. طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد كانت مهمة مروان تصعيد العنف على عثمان، وعندما قتل عثمان تاجر مروان بدم عثمان شأنه في ذلك كشأن جميع أصحاب المصالح من النبلاء وتجار الأديان.
روي أن عثمان عندما تصالح من الثوار أول مرة ورجع الثوار إلى مصرهم. خرج وخطب في الناس فرق الناس له يومئذ وبكى من بكى. وعندما عاد إلى منزله وجد مروان وسعيد بن العاص ونفرا من بني أمية فقال مروان: تكلم وأعلم الناس أن أهل مصر قد رجعوا وأن ما بلغهم عن إمامهم كان باطلا. فإن خطبتك تسير في البلاد قبل أن يتحلب الناس عليك من أمصارهم فيأتيك من