عبيد الله قد قتلنا ابن عفان (1). ومن العجب العجاب أن أم المؤمنين عائشة وطلحة ومن معهما خرجوا على إمام المتقين علي بن أبي طالب يطالبون بالثأر لعثمان. وروى الحاكم عن علقمة بن وقاص قال: رأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها وهو ضارب بلحيته على زوره فقلت له: يا أبا محمد إني أراك وأحب المجالس إليك أخلاها وأنت ضارب بلحيتك على زورك إن كنت تكره هذا الأمر فدعه. فليس يكرهك عليه أحد فقال: يا علقمة بن وقاس. لا تلمني كنا أمس يدا واحدة على من سوانا فأصبحنا اليوم جبلين من حديد يزحف أحدنا على صاحبه ولكنه كان مني في أمر عثمان ما لا أرى كفارته إلا أن يسفك دمي في طلبه " (2)، وكان بنو أمية يعلمون أن طلحة له نصيب كبير في قتل عثمان.
لذا نجد مروان يجد في قتل طلحة يوم الجمل. وعندما ظفر به وقتله قال: والله لا أطلب قاتل عثمان بعدك (3) وكان عبد الملك بن مروان يقول: أخبرني أمير المؤمنين مروان أنه هو الذي قتل طلحة. ولولا ذلك ما تركت من ولد طلحة أحدا إلا قتلته بعثمان (4).
. ومنهم عمرو بن العاص. كان مستشارا لعثمان وعندما عزله عثمان عن مصر انقلب على عثمان. وظلت مصر هي شاغلة الأول والأخير على امتداد حياته. قال في أسد الغابة: لما استعمل عثمان عبد الله بن أبي السرح على مصر وعزل عنها عمرو بن العاص. جعل عمرو يطعن على عثمان ويؤلب عليه ويسعى في إفساد أمره (5) وانتقل عمرو إلى المدينة وفي نفسه من عثمان أمر عظيم وشر كبير فكلمه فيما كان من أمره. وتقاولا في ذلك وافتخر عمرو بأبيه على عثمان وأنه كان أعز منه، وجعل عمرو يؤلب الناس على عثمان (6)، وروى الطبري:
لما قدم عمرو المدينة جعل يطعن على عثمان. فأرسل إليه عثمان وقال له: يا ابن