إلا غرورا * إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) (1). قال المفسرون: أي استنهض للمعصية من استطعت أن تستنهضه من ذرية آدم بصوتك، وصح عليهم لتسوقهم إلى المعصية بأعوانك وجيوشك، فرسانهم ورجالتهم. وشاركهم في الأموال فيجمعونها من خبيث وينفقونها في حرام، وشاركهم في الأولاد أي يمجسونهم ويهودونهم وينصرونهم ويصبغونهم غير صبغة الإسلام. (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) أخبر سبحانه، بتأييده تعالى عباده المؤمنين وحفظه إياهم وحراسته لهم من الشيطان الرجيم، ولهذا قال (وكفى بربك وكيلا) أي حافظا ومؤيدا ونصيرا (2).
إن برنامج الشيطان تنسفه العبادة الحق نسفا. فالشيطان لا يستطيع أن يجبر إنسان على معصية، إنه يزين ويغوي وينادي فقط، والذي يلبي نداءه يكون في الحقيقة قد اختار، ومن اختار طريق الشيطان فهو بعيد عن الله، وبرنامج الشيطان يسير اتباعه عكس اتجاه الفطرة، ولا يقصدوا إلا ما خلفوه وراء ظهورهم.
والإنسان الذي يسير في غير اتجاه الفطرة، كلما توجه إلى ما يراه خيرا لنفسه وصلاحا لدينه أو لدنياه، لم ينل إلا شرا أو فسادا، وكلما بالغ في التقدم زاد في التأخر، وليس بفالح أبدا. وذلك لأنه مطارد من الله ولا بقاء لشئ يطارده الله إن أتباع برنامج الشيطان لن يهديهم الله، ما داموا يتزودون من زاد برنامج الضلال. (والله لا يهدي القوم الظالمين) (3) (والله لا يهدي القوم الفاسقين) (4) (والله لا يهدي القوم الكافرين) (5) (إن الله لا يهدي من يضل) (6) (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) (7) (إن الله لا يهدي من هو